هذه الأسباب فأين المسبب
تنتابك حالات سلبية كثيرة من قلق ورفض وغضب وإرهاق وتعب وتشعري وكأنك وحيدة لو قتلتي لن تجدي من يهتم بدمك .. ولو مت فلن يحزن عليك أحد فزوجك العصبي..وإنشغاله بأعماله ..ومزاجه المتقلب
والأبناء الذين ظننتي أنهم قد كبروا ..فإذا بهم تزداد الحياة صعوبة ..فلم يعودوا قادرين علي إرضائك وليس لهم آذان يسمعون بها نصحاً..ووساوس المستقبل المجهول الذي ينتظرهم تؤرق ليلك والصعوبات المادية فلا تقدري أن توفري ما هو ضروري ..والفتور الذي بينك وبين زوجك والإشاعات التي تناثرت عن زواجه من أخري وعدم إخلاصه لك..
ورغبتك في الخروج من هذا البيت وهدمه علي ساكنيه..وشعورك بالضياع إذا خرجت من هذا البيت .
هذه كلها أسباب للقلق والإرهاق والغضب فأين المسبب إنه الله لما لا تلجئي إليه وتقومي بحقه إن النعم تأتي فرادي فإن شكرت إزدادت وقرت وإن لم يستشعرها المرء..هربت وفرت..أين الله في الصلوات أين الله في الدعاء..أين الله في الصدقة ولو بشق تمرة أين الله في تربية الأبناء..أين الله في رعاية البيت أين الله في الدعاء للزوج ..أين الله في الإستغفار ..أين الله في الأذكار..أين الله في الرضا وطلب الآخرة..أين الله في النظر إلي المستقبل الذي لا يعرفه إلا الله ..أين الله في التوبة ..أين الرسول في الإقتداء ..أين نحن من ديننا ..ياأختاه لو ظهر الله في القلوب لأقلعت الشياطين بسهامها ..إن سهام القلق والخوف والحزن سهام شيطانيه لا نراها لأننا فقدنا بصيرة القلوب التي غطيناها بأغطية الغفلات .. ففراش الغرور بالمعلومات .. وإناء الخبرة الكاذبة .. وبرد لذة الشكوى .. وهجير ولفح نار البحث عن الحقيقة .. وثقب الشك الذي أظهر لنا ضعفنا البشرى .. فنضعف ولا نقاوم .. ومخافة العودة للبحث عن طريق صحيح من جديد .. وتوطين الإستسهال في النفس ..أكبر عائق بيننا وبين الله
أنظرى إلي صورتك وقد خرجت من بيتك وخلفت خلفك الأبناء ففي الحياة من هم أشقي من أبنائك .. وفي الحياة من هو أنكد من زوجك .. إرجعي ومعك قارب النجاة وتخلي عن معول الهدم وثقي بالله فهو صاحب الأسباب..