منتديات متخصص - كل الأقسام

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (6)


 استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (6)


س/ لدي طفل رضيع عمره 8 شهور، أحبه حبا جما، وهو طفلي الأول، حيث
إنني أقبله باليوم مئات المرات، وألعب معه كثيرا، وكلما أتيحت لي الفرصة بسبب انشغالي بالبيت وبالعمل، أشعربأن حبي الزائد له سيفسده مستقبلا وليس الآن، المهم أعتمد في تربيتي له على الحب والحنان والصبر الكثير ولكني لاحظت أنني قمت بضربه عدة مرات (حوالي 3-4) مرات وفي أعمار متفاوتة (في عمر 4-8 شهور) ضربا مبرحا وبدون سبب وجيه!!
مثلا سكب الطعام أثناء إطعامي له أو أي شيء يثير أعصابي، مع العلم أنني أندم
أشد الندم بعدما أضربه وأؤنب نفسي كثيرا، وأتساءل لماذا أضربه؟ الأمر لا يستحق
كل هذا!! وأعاهد نفسي ألا أكررها ثانية ولكني فعلت!!
قد يكون الوضع النفسي الذي نعيشه بعامة غير سوي، وظروفنا الاقتصادية
والاجتماعية تأثرت ولا شك، ولكنني لا أبرر لنفسي ذلك! فكيف يمكن أن تؤثر هذه
الأفعال مني على نفسيته حاليا وبالمستقبل، وإذا كانت أثرت فما الحل لعلاجها؟
ملاحظة: الطفل يقيم أثناء فترة عملي عند والدتي، ويرضع طبيعيا، بالإضافة لبعض
المساعدات مثل الفواكه والخضار.؟ 

أنت بحبك الطبيعي وليس الزائد له لا تفسدين مستقبله، ولكنك تبنين مستقبله
وتبنين شخصية قوية مستقرة واثقة من نفسها، لو أتيح لنا أن نقرأ أفكار طفل رضيع
ونعرف مشاعره تجاه أمه وكيف ينظر لها لوجدناه يقول لها أنت ملاذي وملجئي...
أنت مصدر أماني واطمئناني... أنت التي لا أجد راحتي إلا بقربك ولا يفهمني
ويلبي لي كل احتياجاتي إلا أنت... عندما تبتسمين لي أشعر أن الدنيا كلها تحبني
وترحب بي وعندما تتركينني أو تغضبي مني أشعر أن الدنيا كلها ترفضني ولا أشعر
بالأمان... أنا لا أريد أن أتعبك أو أضايقك، ولكنك أحيانا تغضبين مني وعندها
أشعر بخوف شديد وأنتظر بشدة أن تأتي لتصالحيني.
هل ترين هذا الكلام خياليا وغير حقيقي... كلا إنه أقل من الحقيقة بكثير، فالأم
بالنسبة للطفل هي كل شيء هي الحب والحنان والأمان والاستقرار.
إنك عندما تقبلينه وتلعبين معه وتنظرين في عينيه وتبتسمين له وتضميه في حضنك
يشعر بالأمان والثقة بنفسه والاستقرار... يشعر أن هذا العالم جميل ويرحب به
ويحبه فينشأ شخصية قوية مستقرة نفسيا وواثقة من نفسها قادرة على التعامل مع
الآخرين... وهذا الفيض الغامر من الحب والحنان لا يعني الإفساد والتدليل الزائد، ولكن الأم الناجحة هي التي تعطي كل هذا الحب والحنان والاهتمام، وفي نفس الوقت تكون حاسمة عندما يخطئ الابن أو يقصر لا تتهاون في أن تفهمه خطأه وتصلحه له، ولكن تشعره أنها ترفض تصرفه الخاطئ ولا ترفضه هو شخصيا.
ولكن في هذه السن كيف يفهم هو خطأه عندما يسكب الطعام أو يفعل شيئا يثير أعصابك دون أن يقصد فيجد أنك فجأة تتسبين له في ألم شديد وتغضبين ونتظرين له
نظرات حادة فيشعر بالخوف، ولكن دون أن يفهم شيئا.
أنا أدرك وأقدر كم تكونين أحيانا مرهقة ومتوترة من كثرة أعباء أمير، ومن
الظروف المحيطة بكم، ولكن أولا أمير ليس له ذنب في ذلك، وثانيا من أجل هذه
الظروف المحيطة بكم نريد أبناءنا أن يكونوا شخصيات قوية وواثقة من نفسها فلا
نساهم نحن في إضعاف شخصياتهم وجعلها مهزوزة عندما تخوننا أعصابنا ويغلبنا
التوتر فنثور عليهم دون ذنب منهم طبعا هذه الثلاث أو أربع مرات لا تؤثر عليه في هذه السن الصغيرة، ولكن أرجو أن تتوقفي تماما عن ضربه؛ لأنك تحتاجين في المستقبل أن يكون لك عنده رصيد من الحب والارتباط الشديد والانتماء لك حتى عندما تبدأ المرحلة التي تحتاجين فيها إلى توجيهه وتأنيبه تجدين منه حرصا على إرضائك وطاعتك.