منتديات متخصص - كل الأقسام

هذه هى الأمومة

هذه هى الأمومة 


قد تشعرى بأنك أرهقتى , وربما لازمك هذا الشعور كثيراً , وأنك غير قادرة على التحمل ولا تحملى رغبة العطاء .. وترفضى هذا الشعور الذى ينبىء بثورة وغليان .. لتستمرى كأم .. نعم كأم صنع لها تمثال من رخام وحفر اسمها بعد الخالق فى قلب أبنائها .. وفى الطفولة كنتِ أنتِ المربى الذى عرفهم بربهم ورسولهم حافظى على هذا ولا تكونى أماً مكتوبة بقلم رصاص فى قلب أبنائك ليست الأمومة بالأمر اليسير ولكنها شعور لذيذ ..
كثيراً ما أسمع الأزواج يقولون ..عندما أقوم من نومي وآخذ حمامي وأحمل حقيبتي أو نفسي أو همومي وأخرج إلي عملي فإن كان هناك أبناء أضاف الزوج مشهداً فتقوم متثاقلة أو يضيف مشهداً أوقظ زوجتي والأبناء للمدرسة .. أو يضيف مشهداً فتقوم صارخة الأصوات توقظ الجيران ..أما المشهد الأخير قبل الخروج..أما مشهد نائمة نوماً عميقاً..أو مشهد الأبناء يبحثون عن جوارب المدرسة ..أو كتاب ..أو حذاء ..أو شكوى عدم نظافة الملابس ..أو مشهد خروج الأبناء لم يغسلوا وجهاً ولم يصففوا شعراً..ولم تسوك الأسنان ..أى أمومة هذه التي تتحدثى عنها
أما المشهد بعد خروج الزوج والأبناء ..إما محادثة هاتفية لمدة ثلاث ساعات مع الأم أو الصديقة أو الأخت ..أو نوم عميق ..أومشاهدة برامج الصباح .
وعندما يعود الأبناء ..ترمي الشنط عند مدخل الباب لتعوق الأب عند دخوله ..وترمي الأحذية.. ويلهث الأبناء بحثاً عن لقمة تسد الرمق قبل أن يحملوا دفاتر الدرس الخصوصي ..ويخرجوا لاهثين ثم يعودوا ليجدوا الأم تعد الغداء وهناك حالة طوارىء ويأتي الزوج.. وهنا يناقش أمام الأبناء كل ما حدث في هذا اليوم ..جو ديمقراطي ولا مانع في أن يتدخل الأبناء وينهرهم الآباء لتدخلهم في أمور خاصة ..أما مواعيد المسلسلات والبرامج الترفيهية والمناسبات فتحفظهم عن ظهر قلب ووقت المسلسل تجلس الزوجة تصرخ إذا تحدث أحد الأبناء وربما أمرتهم بمغادرة المكان إلي غرفة في المنزل يلعبوا فيها أياً كان لعبهم ..وأياً كانت النتيجة ..المهم أن نشاهد التلفاز أما إن كانت من السيدات اللائي يشعرن ويهتمون بالنظافة ..فإنها تريد منزلها وكأنه استوديو برامج تلفزيونيه طوال اليوم مسح للأرضيات والأثاث وصراخ في الأبناء لأن البث المباشر لعينها رأى شيئاً تحرك من مكانه ..أما إن كانت تهتم بالمطبخ ..فأوه..لاشيف ولا فتاة طبخ تنافسها ..فلا ميزانية سوى ميزانية المطبخ ولا شيء أهم من الثلاجة وغرفة التخزين..فمعرفتها لنوع السمن لا ينافسها فيه أحد وإختيارها لأسماك ومعرفة معادنها وكأنها إبنة صياد تربت في أعالي البحار ..أما إن كانت من سيدات الأسواق ..فاسألها عن فستان الفنانة التي إرتدت في المشهد الأخير ..
 أو عن عنوان السوق ..وموعد التخفيضات...
أما إن كانت ذات دخل محدود فاسألها عن أفضل طرق ضرب الأبناء وأفضل 50 طريقه للنكد اليومي ...هل هذا دورك أيتها الأم العظيمة لا وألف لا...أنظري أين أبناؤك ..لقد كتبوا بقلم رصاص على جانب أحد صفحات إهتماماتك ...فقلتِ يمكنني أن أهتم بهم وقت الفاصل .. ويمكنني أن أهتم بهم بعد القيام من نومي  ويمكنني أن أهتم بهم عند العودة من السوق..ويمكنني أن أهتم بهم أثناء ترك الطعام علي النار أقولها لك لا وألف لا ..لماذا تعلمت ..ولماذا إختار زوجك فتاة تعلمت في أفضل الجامعات أوفي مستوى تعليمي يميزها عن غيرها ..هل لقراءة الجرائد نيابة عنه..أم لقراءة رسائل الموبايل التي تأتيه ..أم لمعرفة الأسماء التي علي تليفونه ..أم لقراءة نوع العطر الذى خالط ملابسه ..إنه إختارك لتكوني عوناً في تربية الأبناء ..فتتعرفي علي سلوكياتهم ..وتساعدي في تقويمها وتهتمي بأبنائك ..وتتعرفي علي حاجاتهم ..إن الأمومة موضع فخر بحملك وإرضاعك وتربيتك وتحملك ألم المشقة وإن لاقيت جحوداً ستكوني راضية..لقد أكرمك الله بالأبناء ورفع مكانتك في جنته ووضع الجنة تحت أقدامك ..لتضمك أسرة يتحقق من خلا لها معني لوجودك ..ومبرر لحياتك..فترتيب المنزل ونظافته واجب عليك والقيام قبل الأبناء وإعداد ما يحتاجونه وتوديعهم والدعاء لهم ضرورة حياتيه ..وتعليمهم وضع كل شيء في مكانه والإهتمام بالمنزل ضرورة تربوية ...وتنظيم حياتك تبعاً لمتطلبات أبنائك فطرة سماوية ..وتعليم الأبناء ما ينفعهم وما يجب عليهم تجاه الله والمجتمع قيمة روحية ..يا أختاه إن الحظ والأبناء البررة والحياة السعيدة أحد رواسب الأداء الجيد والتصميم الذي لا تفله الأيام ..فاختبري سحر الحياة بمعرفة دورك الحقيقي ..تنفك عنك قيود المعوقات ..عندها لن تقبلي أن يبادلك أحد في هذه الحياة أياً كان هو وأياً كانت مكانته علي هذا الدور ..وهناك دائماً فرصة أخرى لتبدئى من جديد وفي أي لحظة تختاريها فليس الألم أن نهبط إلي أسفل إنما الألم الحقيقي أن نبقي أسفل .إن سعادة الإرتقاء لا تقل بأي حال عن سعادة الوصول إلي القمة.

تعدد نقط البداية

تعدد نقط البداية


عند تصفحي لرسائل البريد الأليكتروني أجد لهفة في النفس ووعوداً للغد بأن نكون أفضل أن نتخذ القرار الصحيح .. ونتعامل معه وكأنه طفل وليد سوف يولد في هذه اللحظة فعلينا تأجيل مجيئه لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بالإنسان أو الشخصية السيئة التي نعيشها ..نجد رسالة تقول سوف أبدأ عندما أدق باب الثلاثين وأخرى تقول بعد الزواج وثالثة تقول عندما يكبر السن لكن الآن أستمتع بشبابي ورابعة تقول مع قدوم رمضان وآخر مع بداية العام وبعد أسبوع ومن الغد ..حتي العبادات أجد البعض يتحرق ألماً من تضييعها ولكنه مع هذه الحرقة يؤجل إلي الغد أو لأسبوع أو بداية رمضان .. ولكن أما وإننا قد بلغنا رشدنا وأصبحنا مسئولين فلم لا نبدأ الآن بعد أن ظهرت لنا أضواء القرار الصحيح لم لاننتقل مباشرة إليه .. إن القرار الصحيح والعمل الجيد ليس بيننا وبينه مسافة جغرافية نقف نحن عند نقطة وهو عند النقطة الأخرى إن القرار والفعل الصحيح بين أيدينا الآن فهو يشاركنا أفعالنا الخاطئة وهو يأمل أن نلتفت إليه , ويحاول أن يلفت الإنتباه بوخز الضمير..فهو لا ينفك في طلبنا ولكننا نتعامل معه تعاملنا مع أطفالنا فإذا ما طلب منا أطفالنا شيئاً ونحن في خلواتنا .. فإننا نري أنفسنا أحراراً لبينا لهم حاجتهم كاملة أو منقوصة .تفاوضنا معهم حرمناهم أو نهرناهم كذلك نتعامل مع الخطأ فإننا حسب الضمير ودرجة الإلتزام بالتكاليف , وأحياناً عندما يأتي ضيف نقوم بإخراج أبنائنا بنظرة ذات مغزى .تعني إياك أن تستغل الموقف . وربما رتبنا قبل مجيء الضيف..كذلك يتعامل البعض مع الطاعات فإذا زارتها جارتها زادت الإحساس بواجب التكاليف , ربما تعذرت مسبقاً , فهى دائماً مشغولة. أما إذا جاءتها شبيهة لها فإنها حبيبتها التي تتفق معها في ضرب الضمير بحذاء التجاهل .. فلا أذان يسمع .. ولا موسيقي محرمة .. ولا نميمة قاتلة .. ولا كذب وإدعاء ما هو مفقود نخشاه . ودفتر الإنجازات الوهمية قائم وينسحب هذا الشعور تلقائياً إلي الحياة الزوجية فتشعر المرأة وكأنها تعيش حالة من النفاق الزوجي ..فالزوج المتهم دون أدلة سوى مبرر داخلي للتقصير فى حقه والانتقاص من قدره.. والحي لا يناسبها ..ومكان ما ذهبت إليه في أحلامها أو حملتها الحياة إليه عاملة لا سيدة تحلم وتتمني أن تكون سيدته , تاركة خلفها كل الماضي وصانعة لجدار أو سور عالٍ من الأكاذيب ..إن طفلك أو ضميرك يحتاج أن تستمعي إليه فأنت تحتاجي إلي الرغبة الحقيقية في التفوق .. وتطهير مشاعرك من رجس الأفكار الشيطانية وفتح الآذان لما نحب , والبحث عن الأشياء التي تجمعك وتوحدك معه , إنك في حاجة إلي خلق رابط أعمق يواجه التحديات التي تواجه علاقتنا العاطفية ونشعر أن العناية بالعلاقة العاطفية كالعلاقة بحديقة منزلنا تحتاج إلي العناية اليومية التي نعلم علم اليقين أنها تختلف عن عنايتنا البشرية بطفل أو من حولنا ..إننا نتعلم ونبحث عن أفضل الطرق للعناية بالحشائش الخضراء ونعلم أن العناية بشجرة الياسمين ليست كالعناية بالحشائش .. فإن كنا نفرق بين الحشائش والياسمين فلم لا نعلم أن شركاءنا يختلفون في احتياجاتهم عنا , وأن احتياجاتهم هذه لا يمكن مهما كانت قدراتهم أن يقدموها لأنفسهم لأن الله خلقنا هكذا ليعمر الكون فنحن في احتياج دائم لمن حولنا...وفي احتياج أكثر للنظر لعلاقتنا بخالقنا . وأن نعبده كما أمرنا لا كما نريد نحن .. بالدين الذي أرسل به ملائكته إلي رسوله صلي الله عليه وسلم ..لا بالدين الذي صورته لنا عقولنا , حتي ننجو من أول محطات الآخرة وهو القبر.

حتى تشعري بزوجك

حتى تشعري بزوجك


بين الحين والآخر تظهر دعوة للمساواة بين الرجل والمرأة ويهيج المجتمع ويعد المهاجمون نبالهم ويسلون سيوفهم .ويعد المدافعون حصونهم ويخفوا عوراتهم ويضمدوا جراحهم أو يصبروا عليها وهذا مقبول فى المجتمع ..أما أن يتحول الأمر من هذا الفضاء الواسع حيث يتنافس الكتاب على صفحات الجرائد وبين ألوان الكلمات وقد تطول أحدهم بكلمة تؤلمه , ولكن أيضا قد يضمدها كثرة من لاكوها بألسنتهم أو سطروها بأقلامهم وقد يضمدها قول رجل أو سيدة بسيطة , المهم أن هناك نسخة وما أن يرخي الليل سدوله حتي يعود كل رجل وإمرأة إلي فراشهما سعيدين هانئين بدورهما سواء كان هجوماً أو دفاعا أو حتي لا يعلم عن هذ الأمر شيء .أما أن يعود زوجك إلي بيتك فلا يجد أنوثتك ولا يأنس بك ، ويجد صاحبه بجواره في الفراش لا زوجته ومديره يجلس معه علي مائدة الطعام  لا حبيبته ويجد صاحب السكن يطالب بإصلا ح ما فسد فى الشقة لا شريكته ويجد جمعية الرحمة بالأبناء تطالب بحقوق الأبناء وكأنكِ لست صديقته ..وتريديه أن يكون علياً رضى الله عنه
إن أردتِه علياً فكونى فاطمة وإن أردتِه كريماً..فكونى مقدرة
وإن أردتِه رجلاً كامل الرجولة فكونى أنثى كاملة الأنوثة
إن الأنوثة الحقيقية .. والخبرة المطلوبة .. والوعى والإدراك الحقيقى , كل هذا ليس فى التفتيش والبحث عن النقائص والحاجات ووضعها بين يديه لتظهرى ضعفه أوتقصمى ظهره , إن الأنوثة الحقيقة فى الإنجذاب إلى زوجك الذى أحببتيه .. وثقتك التى بها أعطيتيه أغلى ما تملكى جسدك .. فهو المسئول عنك وعن الأسرة التى يعمل من أجلها وينفق عليها.
أنوثتك أن تظهرى أهميته كرجل لايجب ولاتستطيعى الإستغناء عنه.. وأنك شريك مساعد لا يظهر دوره أمام هذا الخبير تمدى يد العون من طرف خفى , فلا تشعريه بما فعلتى وتقومى بدورك تجاه هذه الأسرة  بدءاً من أبسط الأعمال من تنظيف وترتيب وإنتهاءً بأعظم الأعمال وإمتداداً لتربية الأبناء وتعليمهم وتثقيفهم وتنشئتهم على المبادىء والأخلاق.
إن أنوثتك الحقيقية عندما ترى نظرات الإعجاب والقبلات الرقيقة والأنفاس الدافئة فى أحضان زوجك .بعد يوم عناء طويل..
إن جمال أنوثتك فى الغيرة الرقيقة التى تدفعك لكى تحافظى على بيتك وزوجك , إن أنوثتك الحقيقية تأتى من تكامل الأدوار داخل الأسرة .لا تغترى بدعوات أصحابها الذين لا يؤمنون بها , ولا تمدى مجداف الأمل لقارب الحياة ولا تضربى موج العوائق لتسير إلى أرض الأحلام حيث اكتمال الأسرة بالزوجين والأبناء والأحفاد فتمهلى وإرتقى بنفسك.

رسالة الشيخوخه

رسالة الشيخوخه


وصلتنى رسالة ألكترونية على الإيميل الشخصى من سيدة فاضلة علمت بعلاقتى بالأستاذ الدكتور عبد الباسط محمد السيد أستاذ التحاليل الطبية بالمركز القومى للبحوث وصاحب المؤلفات الشهيرة ..تستنجد به أن يدلها على طريقة تستعيد بها جمال بشرتها.. وتقول أنها فى الأربعينيات من العمر وأن التجاعيد أفقدتها الرغبة فى النظر فى المرآة ...
وتخيلت هذه الوردة الرقيقة .. كيف تأتى إلى بيت الزوجية كالغريب..تفوح عطراً فى كل مكان .. وتشعر بغربة وألفة الأشياء حولها.. فتستحسن كل شىء وترى لمستها وهى تجمل كل شىء .. وربما تخيلت الأبناء يولدون ويكبرون .. وما أن يظهر زوجها أوعريسها فى ليلة الزفاف أمام عينيها حتي تشعر بالدفء يملأ جسدها .. ويبدد غيوم الخوف من مجهول لا تعلمه .. وكيف كانت حالتها النفسية عندما داهمتها الدماء الشهرية .. وكم تمنت أن تبشر بحمل .. وكيف كانت فرحتها بخبر الحمل .. وكم سعدت وسهرت تعد حركات جنينها لعلها تذكره بها. . وكيف كان صوته عند ولادته وكم مرة تعثر.. فوقع قلبها قبل أن يلامس هو الأرض .. وكم وكم ... ومرت الأيام وكبر الأبناء وأصبح هذا البيت الذي جاءته غريبة.. أصبحت هي أولي الناس به.. وكم لقباً حملت طوال رحلتها.. عروسه ..ماما..حجه..ست الكل.. ست الحبايب.. فكم لقباً سعيداً حملته وكم بشرى جرى بها الأبناء وقبلهم الزوج إليها وكم إحباطاً وانكساراً كانت هى الساعد والعضد.. وكم سهرت ..وكم..وكم..وسط كل هذا.. وفجأة تنظر في المرآة فتجد رسالة تقول لها .. هذه سنن الأيام وعليك القبول بها .. فتقف متحيرة من أمرها وتسأل وهل أنا مثل..فلانة وفلانة ..وقد تستنكر الأمر ثم يمضي عام أو أكثر وتألف هذا الخط أو تذهبه ..وفجأة يداهمها شيء لا تعرفه وربما لا تلقي له بالاً.. شييء كالنار أو كالماء المغلي في صدرها .. وارتفاع في درجة حرارة أصابعها ..وتعلله بعلة مرضية وتذهب إلي الطبيب ويكتب لها الدواء وتظن أن هذا آخر المطاف مع الألم .. ثم يأتي عرض آخر لم تعد لديها الرغبة في العلاقة الحميمية فالألم أصبح مكان اللذة..إنه لا يشبه ألم شهر العسل إنه ألم حاد.. وفجأة يتسلل إليها الشك في زوجها . وأنها لم تعد تلبي رغباته .. وتحاصره بأسئلتها .. ومع كل كلمة تأخذ الأمر وكأنه يخجل منها أو يسخر منها .. وتحمله مسئولية الأيام التي ضاعت ..والشباب الذي ذهب ..وربما خلقت الفرصة للشجار وتحولت الذاكرة الوردية إلي ذاكرة يملؤها الألم والأشواك.. وربما بحثت عن مبرر للطلاق وتحول ذلك اللسان الحلو إلي مطرقة.. وتحول كل شيء إلي توجيهات وتخلت عن الأم المتفهمة إلي الأم العسكرية..وفجأة لازمها الصداع النصفي وفشلت المسكنات .. وحل الضعف وثقل الجسد وسقطت آخر دفاعات الأنوثة والشباب واحتلت أوهام الشيخوخة مكانها .. وأرست قواعدها وغيرت المعالم .. فأصبحت الزيارة لصديقتها ليس لاحتساء فنجان القهوة .. بل لمساعدتها في تجهيز ابنتها .. وأصبح هم مصروف المنزل في الخلف وحل محله هم تجهيز شقة الإبن أو شراء حاجات العروسة إبنتها وبعد أن كانت تذهب إلي أبيها أو أمها ..حمل أحدهما أو كلاهما لقب (المرحوم) فتبدلت الزيارة من بيت الأب إلي بيت الأخ وبدل الأم أصبحت زوجة الأخ وفجأة سمعت صوتاً صغيراً (تيته) أريد... وفجأة ... إنتبهت فوجدت زوجها يسير بجوارها.. وقد ذهب بعض شعره أو بقي بعض شعره وتجلل باقي الشعر بتاج من الوقار.. ونظر إليها في نظرة حانية وقال أنظرى حتي الأطفال ما زالوا مولعين بك ...هكذا أنت دائماً لك سحر..أحبك يازوجتي العزيزة .   

لست خادمة

لست خادمة


وصلتني رسالة تقول أريد دستوراً واضحاً يوضع في أوراق الزوج ويكون له عقوبات تصدر من قاضي أعرف من خلا له دوري في هذا المنزل الذي إنتقلت له..
فأنا متزوجة منذ ثلاثة أعوام وقد رزقني الله بطفلين لا أدري أهم رائعين أم مزعجين ..الحقيقة  أنهم مزعجان فهم سبب الخلاف الدائر بيني وبين زوجي .الذي يطلب مني أن أقوم بكل شيء من أجل أبنائي  أما هو فيأتي متعباً يريد الراحة .. وبعد أسبوع من الزواج إستلمت حقيبة العدة المنزلية من مكنسة ومقشة وأشياء علمت بعضها وجهلت الآخر.. ومنذ اللحظة الأولي في بدء المهام العسكرية شعرت وكأني يجب أن أتخلص من هذا الجيش وأن تكون للحياة الزوجية سوراً أقفز من فوقه والحقيقة كنت أفعل ذلك بشكل قانوني وهو أن أقوم بزيارة أهلي وأمكث هناك أكبر فترة ممكنة وعند العودة كنت أطلب من زوجي خادمة تساعد في رفع الأتربة فيمتثل رغم أنها تؤثر علي ميزانية البيت . 
والحقيقة أن داخلى شعور أتمنى أن يحدد سناً أو مدة فى الحياة الزوجيه بعدها لا تقوم الزوجة بأى مهمه سوى أن تقوم من النوم تهتم بنفسها وتشاهد التلفاز وتزور الأصدقاء والأقارب ويا حبذا تكون لها ميزانيه خاصة فهل فى ذلك ظلم ؟..وماذا أفعل فى أبى الذى قال إن هذا الرجل طيب وسيحافظ عليك ولم أتعود على هذا ..وبيت أبى أكبر وأرحب وبيتى صغير وبسيط.؟.  
إسمحى لى أن أقول أن هذه حالة خاصة والحمد لله أن النساء فطرت على غير ذلك  فالطفلة الصغيره تقلد أمها فى نظافة المنزل وترتيبه , وتأخذ دميتها سواء كانت عروسة أوقالباً من الطين وتلف حوله قطعة قماش وتهتم به.. والأبناء فلذة الأكباد لا مصدر الألم .
أما بيتك البسيط والمتواضع فافتحى له فى قلبك مكاناً وضعيه فى موضعه لتدفأه شمس الحب وينيره ضوء القمر وأبشرى بنسائم الصباح الرقيقه.. فبيتك سكن .. تسكنى فيه بجسدك ويسكن زوجك إلى قلبك وجوارحك فيجد الأمان المريح المبهج فتجنى ثمار المودة والرحمة وارفعى داخلك شعار(بيتى سكنى ) وتوحدى معه ومع مكوناته البسيطة , فهو منكِ وأنتِ منه ..جدرانه تعشقك وأرضه وأثاثه المتواضع يهيمون بك لومددتى إليهم يدك لتزيلى عنهم الأتربه ستشعرى وكأنهم يتيمين لا يأبه بهم أحد فمددتى إليهم يدك, فأضحكتى الألوان وافتخر هذا الأثاث بنفسه , وسوف يتغير هذا الإحساس بالمداومة على ترتيبه وتنظيفه , وإبتعدى بنفسك عن هذه المشاعر , فأنتِ يا صاحبة الثلاث سنوات مازلت تتأتى حروف الزواج الأولى , فتخلى عن الغرور وأقتلى هذه الأنا الكاذبه فأنت لست فوق مستوى الأعمال , فأنت تاج المملكة لا الخادمة , فنظافة بيتك والإهتمام بزوجك وأبنائك مصدر فخر وزهو , ودعيك من هذه الكلمات الجوفاء التى تشعرى بها , فبيتك قيمة مكونة من إهتمامك بدورك.. وثناء من زوجك , وفخر من وبأبنائك , فأنتِ أساس المجتمع وأنتِ لبنة الحياة وأنتِ المدرسة التى ينشأ فيها الأبناء وأنت الجامعة التى تخرج الأجيال وأنت السلام والحماية لأبنائك فبيتك جنتك. واسألى أبناءك كم يحبونك وأنظرى إلى عينيهم لو تعرض أحد لك بسوء ولو بكلمة , سوف تعرفى قيمتهم , أما زوجك فقد وضح جلياً موقفه من كلمة لم تشعرى بها فهو يريحك إذا ما طلبتى الذهاب إلى أهلك ولا يشق عليك إذاطلبتى المكوث فى بيت أبيك ويسرع وهو المجهد مالياً , ويرفع من لياقتة ويشق على نفسه ليوفر لك خادمة تزيل أتربة المنزل .. ولكِ فى بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم )خير مثل وحديث أبى ليلى يقول حدثنا (على رضى الله عنه)أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم )أتت النبى (صلى الله عليه وسلم )تشكو إليه ما تلقى فى يدها من الرحى , وبلغها أنه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لأم المؤمنين عائشة فلما جاء أخبرته ..  
يقول الإمام على..فجاءنا وقد أخذنا مضجعنا فذهبنا نقوم فقال..على مكانكما فجاء فقعد بينى وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطنى
فقال..ألا أدلكما على خير مما سألتما : إذا أخذتما مضجعكما أو أويتما إلى فراشكما ..سبحا ثلاثًاً وثلاثين واحمدا ثلاثًاً وثلاثين وكبرا ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم ..
وهنا فاطمة رضى الله عنها تشتكى من التعب وتأثير الرحى ويدها لا تشتكى من قيامها بأمور بيتها . فيدلها ويدلنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم )أن ذكر الله يعطى قوة أعظم من قوة الخادم وتسهل لها الأمور ..أو أن النبى كما أراد بعض الشراح أن الخادم معين فى الدنيا .. والتسبيح يرفع الدرجات فى الآخرة والآخرة خير وأبقى ..وصنفه بعض الأئمة فى التسبيح عند النوم فأوردهُ فى آداب النوم . وفى سنن أبى داوود يصف الإمام على (رضى الله عنه )عمل فاطمة *رضى الله عنها فى بيتها كانت عندى فجرت الرحى حتى أثرت بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها وأصابها من ذلك الضر...فسمع زوجها بالفئ , وبه رقيق..ولرسول الله*صلىالله عليه وسلم*الخمس.
وفي سنن أبي داوود..أنها أتت منزل أبيها *صلي الله عليه وسلم*فوجدت عنده أحداً  فاستحيت , فرجعت فغدا عليهم رسول الله *صلي الله عليه وسلم*..وسألها عن حاجتها فسكتت مرتين ..وتحدث زوجها رضي الله عنهما ..هذا وهي سيدة نساء العالمين ..وهذه شهادة من رسولنا الكريم فمن أكرم منها ومن أحب إلي أبيه أكثر من حب رسولنا الكريم لإبنته سيدة نساء العالمين والبضعة النبوية .
مهرها درعه الحطيمة كانت لسيدنا علي رضي الله عنه في يوم أحد ..
يقول الإمام على : أنه عندما ذهبت للخطبة جلست إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم
فلما جلس بين يديه أفحم ولم ينطق
فقال صلي الله عليه وسلم : لعلك جئت تخطب فاطمة
قلت : نعم ..قال : وهل عندك شيء تستحلها به
فقلت : لا والله يا رسول الله
فقال : ما فعلت بالدرع الذي ملكتها؟
فقلت : عندى والذي نفسي بيده إنها الحطيمة ثمنها أربعمائة درهم فزوجه وكانت مهر سيدة نساء العالمين ..
أما أثاث بيتها المتواضع الشريف فكان (خميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاءين وجرتين وشيئاً من العطر والطيب ...أما وليدها الحسن عندما ولد لفوه في خرقة صفراء فرميت ولف في خرقة بيضاء
سكت قلمي وهاج قلبي ..فأكملي الحياة بنفس رضية لتحيي حياةً سويةً بإذن الله ..

أسراري معلقة علي مآذنه

أسراري معلقة علي مآذنه


ربما تشتكي الكثير من النساء من الخرس الزوجي ..فتبدأ هي بمعالجة الأمر بشكل شخصي وتقوم بفتح الحوارات المختلفة فتنفلت منها الكلمات عن أسرار أسرتها فأبوها البخيل ..وأمها الساذجة..وأختها التي أحبت إبن الجيران..وأخوها الذي سرق مبلغاً من أبيه لشراء بعض حاجياته ..وصديقتها....الخ
وفجأة .. تجد زوجها يضغط عليها بهذه الأسرار أو يعيرها بها ..ماذا تفعل
ربما وأنت تقرئى هذا تذكرت أسرارك القليلة أوالكثيرة التى أفضيت بها إلى زوجك وأشعر وكأنك تنازعك الآن مشاعر سلبية وأخرى  إيجابية ..وتطاردك خيبة الأمل والخوف . وربما نظرتى إلى زوجك من خلف صفحات الكتاب أو من طرف خفى وتتساءلى هل يمكن أن يقوم زوجى بهذا وينشر أسراراً تحدثت إليه بها فى وقت شعرت معه بالدفء والمودة والتقدير..وبادلنى الحديث ..هل كان يستدرجنى بالموافقه على إستنتاجاتى هل كانت نظرات الإعجاب فى عينيه كنظرات الخديعة في عيون الثعلب .. وهل كان ثوب الإحترام لمشاعرى هو الغطاء الذى غطي به الذئب ذيله ..لا ..لا أعتقد.. وإن كنتِ لم تتحدثي إلي زوجك عن أسرار سابقة هل يعني هذا أن تكوني حريصة ولا تتحدثي وإن كنتِ  تحدثتي فهل تجلسي معه وتنفي ما ذكرتيه سابقاً.. أم تطلبي منه عدم البوح بهذا
فإن فعلت الأولي ..ربما تكوني أضفت شيئاً لاتحبي أن تصفي نفسك به وهو الكذب وإن فعلت الثانية ربما نبهت زوجك إلي شيء لم يفكر فيه .

زوجي معاق في المشاعر

زوجي معاق في المشاعر


هكذا تنظر النساء إلي ما يفعله الرجال وعادة تبدأ هذه الرؤية في الظهور ويبدأ فجرها في البزوغ عندما تكوني قد أكملت بناء التوقعات فأنت عندما تزوجت كنت تقولي حسناً سوف يترقي في العمل ...حسناً سوف يوفر لي جواً دائما ًمن الحب ...حسناً سوف يظل يقدم لي الورد والهدايا...حسناً سيظل يثتي علي ما أقوم به...وسوف يدعمني ويتفهمني
وتشتد حرارة شمس هذه الرؤية مع إعطائك الفرص المتكررة وهو لا يستغلها..ثم يحل الغروب بالصمت وتظلم الحياة ويغيب القمر وتختفي النجوم بمحاولات التغيير التي لا تجدي والحقيقة أنك نسيتي بقصد أو بدون قصد أن إختيارك له وهوعلي هذا الحال ثم بقدرة قادر وفي ليلة مظلمة نامت عيناك واستيقظت علي واقع لم تتعرفي علي ملامحه وأنكرت أنك شريك لزوجك ..وأن التغيرات التي حدثت فجأة ليست لك أى علاقة بها ..وقد ذهب الزوج الرقيق الذي كان يطاردني بملامسة يديه...ورقة قبلات شفتيه ...ومغازلاته التي تجعلك تذوبين عشقاً وتنفجرى ضاحكة ..هكذا كنت تريه...أما الآن وبعد مرور وقت كبير أصبح الأمر كما تقولي أنه لايشعر بك ولا يهتم بك ولا يتحرك تجاهك فقدم الحوار لديه مبتورة وضعيفة لايقدر علي الإنتقال من موضعه في الحوار إلي موقع آخر ويده مشلولة لاتصل إلى جسدك فتتلمس مفاتنه ...وأذنه صماء لا تسمع نداء غريزتك..وعينه عمياء لاتري أنوثتك المتفجرة ..ولسانه أبكم لا يعبر عما لاتكذبه عين ...وبقصد أو بدون قصد أنت التي قتلت داخله هذه المشاعر ..فأنت من قطع قدم الحوار فأصبح غير قادر علي السير سوي في خطوة قصيرة  نعم...حاضر...لا...سوف أرى حدث هذا بسكين توقعاتك ..وتأففك وتذمرك وغضبك الذي لايعرف له سبب
وأنت التي منعت يده فلم يعد راغباً في لمس أشواك جسدك الذى قدمتيه إليه دون أن تعديه أو تجهزيه أو ترتبيه ...وأنت التي أصبتيه بالصمم لأنك رفعت الحياء وهو فطرتك فارتفع صوت غريزتك فأصم أذنيه لأنه أظهر أنه غير مكافئ لك ...وأنت التي أعميتى عينيه لأنك قدمت له البصل وقلت عنه فل وورد ...فاختار العمي حتي يكمل الطريق معاقاً أفضل من أن يكون مقتولاً
هل تظني أنه مثلك يريد الحوار..إنه يحب الخصوصية..لذلك لايعني صمته أنه لايحبك.. ولايعني عدم طرح الأسئلة عن يومك أنه لايهتم بك ولا يعني كثرة أسئلتك له أنه يرى هذا حباً ولكن يشعرأنه أمام وكيل نيابه
هى –كيف حالك اليوم .             صوتي.
                                                                             هو بخير           صوتي
هي      - ماله مقفل         صوت داخلي
هو –أخشي من تحقيق كل يوم            صوت داخلي
هي –هل جددت السيارة ....هل سددت الفواتير...هل إتصلت ب....صوتي
هو-نعم جددت ...نعم سددت...نعم إتصلت          صوت
هي –إنه يكذب أشعر من نبرة صوته        صوت داخلي
هو –هي ولي أمري ألا أقدر أن أستمتع بالعزلة بعض الشيء        صوت داخلي
هي- الجو كان حاراً اليوم الله يعطيك العافية       صوت
هو- نعم كان حاراً لكن أهو يوم والحمد لله         صوت
هي –لايقدر إهتمامي به           صوت داخلي
هو –وماذا نفعل للجو ما هذه الأسئلة الساذجة         صوت داخلي
وهناك صوت أعلي داخله...يقول لو قلت لها أني لم أسدد الفواتير..أوأجدد السيارة  أو أى شيء آخر سوف تقوم بدور الأم أو دور الناصح والحقيقة أنه يكره هذا-
الحقيقة أننا نتشابه ويحدث توحد غريب داخلنا ..هذا التوحد في المشاعر والفهم  يظهر جلياً في الأحكام الشرعية ذكر وأنثي لا يختلفان في التكاليف..( ولهن مثل الذي عليهن) فإن كنت تبحثي عن التوافق ..فلم لا تري أنت الأمور كما يراها هو ..لماذا لا تفتحي قلبك وتنيري وعيك وتري أن مشاعره كاملة وأن حواسه بقوتها ولكنه يريها من الخلف أن ظهر الانسان عبارة عن قطعة صماء متشابهة.. أما تفاصيل إنسانيته وجمال خلقته في الوجه فابحثي عن وجهه لتري جمال مشاعره...عندها سوف تعلمي أنك تتعاملين مع رجل كامل الرجولة..لا تنقصه المشاعر ولكنك لاتريها. 

العزاء اليومي

العزاء اليوم 

الحقيقة أني ملتزمة والحمد لله وسعيدة جداً بهذا الإلتزام .. وأردت زوجاً متديناً يراعي في زوجته حق الدين والإنسانية.. وتقدم لي الكثير فكنت أرفض حتي جاء فارس أحلامي .. لحيته ليست بالطويلة بل زادته وسامة ملتزم يعرف حق الله وحق إخوانه في الأمة الإسلامية وتزوجنا وكنت في غاية السعادة . ولكن مع أيام الزواج الأولي لم أعجبه وقال لقد خدع في إختيارى فهو عندما بحث عن زوجة كان يبحث عن شبيهة أسماء بنت أبي بكر الصديق والصحابيات المجاهدات .. وهنا كانت صدمتي .. فهو لايريد رومانسية , فكيف أفكر في الشموع الحمراء واللمسة الحانية والقبلة الرقيقة وتلامس الأجساد.. وهناك الإخوة في فلسطين يقتلون وإخواننا في العراق وأفغانستان وبورما يقتلون فكل يوم لنا عزاء ..فإذا هدأت الدنيا فأين نحن من الجوعي في الصومال والمشردين في أدغال أفريقيا .. وربما أقام عزاءً لإرتفاع نسب الطلاق أوإرتفاع نسب العنوسة ..أو إنخفاض المواليد أو كسوف أو خسوف أو تعثر دآبة تسير في فرنسا أو في الشانزليزيه ..لابد من عزاء ..فهل أنا تافهه ..وهل الحياة الزوجية التي أحلم بها أقل من أن تقارن بشيء من هذا ..أرجوكم دلوني فأنا أفكر في الطلاق !!
صحيح أن زوجك ليس عمر بن الخطاب ولا خليفة المسلمين ليكون مسئولاً عن كل هذا..وصحيح أن هذه مبالغة من زوجك ..وحالة نادرة ولكنها ليست صعبة ومن خلال حوارك تأكدت أنه عند الخطبة كان إنساناً متزناً وفارس أحلامك والواضح أنه كان يزوركم علي عجل الزيارة الشرعية وأن الحوار ربما كان يدور في هذه الأمور لكنك كنت لا تشغلي بالك بها ..فجرس صوته وقوة طرحه وسكرة طلعته أفقدته التفكير في هذا الأمر ..فلا يشغلك إهتماماته أو إهتمامه الوحيد.وربما بررتي لنفسك ذلك بقولك إن الأمر يجب أن يكون هكذا فما هو الحديث في حضور أهلي ..وبعد الزواج بحثتي عن أنوثتك وعن المشاعر الزوجية وهذا حقك وفكرتي في أضواء الشموع والعشاء الخاص وإن كان بسيطاً والنكتة والغمزة واللمزة فهذا ملطف الجو للحياة ..ولكن عليكِ أن تنتبهي إلي أشياء أن الرومانسية أمر مطلوب نعم لكن ليست المطلب الوحيد ..فالرومانسية الحالمة ليست موجودة في واقعنا ربما لم تفهمي قصدى ..الذى أقصده أن الرومانسية تعطي الحياة الزوجية جناحين تطير بهما في متاعب الحياة فتجمل القبيح وتسهل الصعب وتشد علي اليد وتقوى الساعد وتبعث الطمأنينة وتريح الخاطر ..وليست خيالاً يطير بالخاطر إلي فضاء الأحلام فيضيق الإنسان من واقعه ..فيستصغر الكبير ويقلل الكثير وتصعب الحياة وتضعف الهمة وتوقظ القلق وتحتضن الخوف ..وسواء أكنت مبالغة في الوصف أو صادقة ..فإني أقول ..عليك أن ترسلي لزوجك إشارات أن سيد المجاهدين محمداً صلي الله عليه وسلم ..تزوج وله مواقف وهو القدوة فقد ورد أنه نام في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعندها فتاتان تضربان بالدف فلم ينهرهما وإتكأت علي كتفه لتتفرج علي الأحباش وهم يلعبون .وأقام في البيداء يلتمس عقد عائشة الذي إنفرط من رقبتها ..ونام علي فخذها .وجلب لها العقد من جزع أظنار وهوخرز يجلب من اليمن ..وغلب بعطفه عطف أبيها عند الإختلاف ..وقبل وسابق وجامع وأنجب وجمع بين الرسالة والإنسان ..ولكن ترفقي في النصح ...وواضح من حديثك أنك تتحدثي عن موقف واحد وهو الرومانسية وهناك جوانب أخري كثيرة أغفلتيها ..الأول أنه قادر علي كسب الرزق ..الثاني أنه لا يجرح مشاعرك .ربما يتجاهل أو يستغرب أو يستغرق في حالة الحزن ..الثالث أنه يقيم الحياة والعلاقة الزوجبة كاملة ولكنه نسي أن يضع وردة في عروة جاكيت الحياة ..وأنتِ ترين كل هذا ولا تفكري إلا في الوردة التي يجب أن يضعها في عروة جاكيت حياتكم الزوجية وبالتالي تشعري بما لايدع مجالاً للشك أنك غير محبوبة ..وذلك لأنك أردتي أن تقولي أنك غير مسئولة عن مشاعرك السلبية ورغباتك التي يجب أن يلبيها لك ..وواضح أنك لا تريدين تحمل المسئولية ..وداخلك حوار يقول أننا شباب كئيب لا يفهم الحب ..وكيف لايعبر عنه ربما لا يحبني وهنا تأتي فكرة الطلاق فما دمت غير جديرة بحبه ..فعلي طلب الطلاق وهذا لم ينشأ مع أول أو عاشر موقف.. وواضح أنك كتمتي مشاعرك السلبية وإنفصلتي عن مشاعرك الطبيعية التي تبحث عن الحب والبهجة والثقة ..وتخليتي عن الحوار الثنائى وتحدثتي مع نفسك ..ولم تطلبي منه المساعدة عندما شعرتي بالضيق ..ولم تعترفي أمام نفسك بما يفعله من أجلك ..وإهتميتي بأفعاله ولم تهتمي بردود أفعالك ..عليك ببذل المجهود ومعرفة دورك في التغيير وهذا أمر رغم أنه عظيم لكن واضح أنك أعطيتي الأمر أكثر من حجمه .

زوجي بصباص

زوجي بصباص 


كثيراً ما تكثر الشكوى عند النساء بقولها زوجي (بصباص) أى كثير النظر إلي النساء..أو تقول زوجي دونجوان..فزميلته خليلته ..وجارته حبيبة قلبه , بل قد يصل الأمر إلي الشكوى من طريقة تعامله مع زوجة أخيه وقد يرى الزوج أنه صاحب قلب كبير يحتوى كل النساء .. وقد يتمادى إلي علاقات محرمة ولها عقوبة جنائية..وسوء خاتمة ..وقد تصاب المرأة بفقد الصبر أو ذبول الجسد وفقد الشهية . وتسير في حياتها تعد الأيام .النار تأكلها والليل والنهار يتآمران عليها ويبعدانها عن زوجها..فلا تسمع منه خيراً ولا تلمس له قطميرا..فماذا تفعل ؟
الحقيقة أن هذا ليس شرطاً أن يكون في كل الرجال ..وإن أصيب به زوجك فلن يكون حقيقة كونية في كل مكان ولا صفة أبدية في كل زمان ولا معلومة بديهية لا تحتاج إلي برهان ..ولكن لم لا تبحثى عن الذكاء العاطفي والجسدى قبل إستخدامك للذكاء العقلي ..لتدعمي لديه الذكاء الروحي..
إن أعظم نعمة بعد الإيمان هي نعمة الحرية فأنت بذكائك العقلي تشعريه بأنك قد بنيتي حوله سوراً عالياً أملساً لايمكن تسلقه ولكن هناك حقيقة كونية أبدية أن الأمر ما زال بيده وهذه معلومة بديهية ..فينطلق منك إلي أى إمرأة ..مثل السجين الفار لايهمه إلي أين يفر ..ولا يهمه كيف سيأكل أو ينام المهم أن يفر حيث الحرية .. ومن ثم يمكنه الإنتقال من موضع إلي آخر حتي يجدها منه ..فأنت يا أختاه بحثتى عن النتيجة وتريدى علاجها ولم تبحثي عن الأسباب ..إن جوهر أنوثتك هو الذى جذبه إليك فالكلمة الحانية واللمسة الرقيقة وبسمة ذات مغزى ونظرة الهوى ..قد تخليتى عنهم ..وهذه أسلحتك التي إستخدمتيها في بداية الطريق . ولم يتغير شىء.. فالطريق كما هو ما زالت أرحام الأمهات تقذف بالفتيات الناعمات .. والزوج كما هو يرغب في أن يرى أنه محط الإهتمام وموضع التقدير وأنتِ كما أنتِ لكنكِ فقدتِ أسلحتك.. وهو كما هو لم يفقد أسلحته فما زال معسول اللسان الذى كان يعجبك ..هل تتذكرى عندما تقدم لخطبتك وزار بيتك وتحدث إليك ألم تقولي أنه طيب العطر , أنيق الملبس , ساحر الإبتسام , جميل الكلام . رجل. رجل , فما زال كما هو . فلماذا تخليتي  عن ست الحسن وأميرة الأحلام .. ربما تحتمين بالمجتمع الذى يحرم فعل زوجك , أو تحتمين بأهلك وعشيرتك وقوة مالهم أو بالمال أو بالأولاد أو عدد السنوات التي قضيتموها سوياً ..وهذا حساب خاطئ وإستخدام ساذج للذكاء العقلي ..إن فشلك في الملاحظة هو الذى جعل قدرتك علي التفكير والعمل محدود .. والنتيجة أنك عملتي علي تغييره وأهملتي عن عمد مع سبق الإصرار محاولة تغيير نفسك وإعادة صياغة أفكارك وأفعالك .فأنتِ إذا ما نظرتي في المرآة رأيتي نفسك أجمل النساء وهذا حقك ولكن ليس حقيقتك فإذا ما خرج صوت داخلك ينتقد فيك طريقة لبسك أو تعبيرك أو مقابلتك أو نقاشك خنقتي هذا الصوت ووأدتية..ثم فجأة بالنسبة لك وجدتي نفسك أمام ظرفك بلا أعذار .. بغض النظر عن تضحيات الماضي ..عن أى شيء تتحدثين ..عن عمر أفنيتيه أمام عمرك عمره .. وزاد عليه ماله وجهده , عن أبناء هو المسؤل أمام المجتمع أكثر منك ..عن أى شيء أنتِ يا أختاه المسؤولة وقبل أن ينفلت الزمام تجملي بما يناسبك .فبعض النساء تتجمل بالموضة ولا تناسبها ..وارتدى الأناقة وإن قل ثمنها وكوني له الصديقة التي تمازحه . والأم التي تدعمه . لا تشعريه أنك مرغوبة من كل الرجال فيزهدك .. وخففي من زكائك العقلي وتغافلي .فلا تسبقيه إلي أفكاره فهذا حقه ولا تتهميه ولا تقللي من شأنه ..أما إن كان زوجك مريضاً بهذا.. وأنتِ مريضة بحبه فعليك التعامل مع هذه النعمة بزكائك الإجتماعي .. إجلسي معه ولمحي لهذه النعمة  ليس حبك أقصد نعمة البصر .. وقولي له إربط عينيك مدة ساعة وتحرك في البيت .. ثم إستخدمي عطراً نفاذاً وقولي له إبحث عني سينتشر عطرك في أرجاء المكان وسيبحث عنك في أكثر من مكان ولن يصل إليك ..ثم قربي منه مجموعة من المشروبات الغازية وقدميها له وقولي له ميزها لي وأذكر أنواعها فلن يتمكن . وقربي له فستانك وقماش الستائر الخفيف فلن يعرف وخذي بيده ليمسك الباب والشباك فلن يميز . وإرفعي صوت التلفاز وأطلبي منه التعرف علي الأصوات وخذيه في مكان فسيح وأطلبي منه أن يقود سيارته ..وأحضرى كرة المكفوفين ذات الأجراس وقولي له إلعب بها لمدة عشر دقائق وإحسبي له كم مرة لمسها ..عندها سوف يستشعر نعمة الله عليه..ولكن لا تنسي أن تحافظي علي هذه النعمة.

زوجي طباخ

بسم الله الرحمن الرحيم
 
سوف نتكلم عن الحياة الزوجيه ومشكلاتها وكيفية حلولها وأحداث واقعية حدثت .. وسوف نبدأ هذا الموضوع بعنوان : زوجي طباخ


رغم أن زوجى يتقلد منصباً جيداً ودخلاً كبيراً إلا أنه يحب المطبخ .. وعندما أذهب لزيارته فى مكتبه وأراه بمريلة المطبخ أشعر بالضيق والحرج .فهو شخص ناجح ..وطباخ ماهر..وهو أفضل منى فى المطبخ ويصحح أخطائى فى المطبخ بشكل يحرجنى رغم أنه لا يؤذى مشاعرى ومرح أثناء تصحيح الخطأ.. لكن مع الأيام وجدت صورته تهتز ..وأصبح إعتمادى عليه فى المطبخ أكثر..ولم تعد صورة الزوج صاحب الهيبة والمكانة كما هى ..فماذا أفعل ؟
 
الحقيقه أن السؤال كان غريباً.وقررت طرحه على مجموعة من الرجال لأستطلع وجهة نظرهم ..البعض قال أنا لا أدخل المطبخ بأوامر عليا من أمى ثم من زوجتى ..الثانى قال أنا إذا دخلت المطبخ تحدث أزمة فى المنزل ..الثالث قال إذا طلبت شيئاً وتأخر على أهدد بأن أذهب إلى المطبخ فيعد كل شئ على أفضل وجه حفاظاً على المطبخ .

أما الرابع فقال كان هناك ثلاث نساء ..فرنسيه ..وإنجليزيه.. وعربيه..قررن عدم القيام بشئ ..قالت الفرنسية ..إن زوجها فى اليوم الأول والثانى لم أرَ منه شيئاً..وفى اليوم الثالث بدأ يغسل ويطبخ ثم نظر إلى وقال أنتِ تبذلى مجهوداً كبيراً جداً..أما الإنجليزية فقالت اليوم الأول لم يفعل شيئا ًواليوم الثانى دخل المطبخ واليوم الثالث أخذها للغداء والعشاء خارج المنزل ..أما العربية فقالت اليوم الأول والثانى لم أرَ شيئا ًوشعرت بالألم وفى اليوم الثالث بدأت أرى بعينى الشمال ..
وهناك مثل يقول أقرب طريق لقلب الرجل معدته ..وإن كانت لاتنطبق على جميع الرجال فهو مكان يرى فيه الرجل طفولته وهو يبعثر الأشياء حول أمه ويظهر الجوع ويأكل بشراهه ويحب المداعبه ..فقد ذكرت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسيه فى عيد الأب أن 85%من الآباء الفرنسيين يؤدون الأعمال المنزلية  وأن 43% يتفاخرون بمهارتهم فى التنظيف وأن 28% يقومون بتنظيف البيت مرة كل أسبوع وأن 17% يقومون بالأعمال أكثرمن مرة فى الأسبوع ..
وربما آلمك أن زوجك يقوم بأمر يتنافى مع الهيبة كما تربطيها أنت بها ..والحقيقة أن خيراًمنه فعل ما هو أكثر فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يقوم بأمور منزله ووصفته من قامتها أعلى من كل قامات نساء الأرض مجتمعة بأنه كان فى خدمة أهله وكان يغسل ثوبه ويخصف نعله ذكرتها فخراً لاخزياً..وإن كان الأمر يؤلمك فافعلى ما فعلته النساء الثلاث وقولى له لن أدخل المطبخ أسبوعاً عندها سوف تعلمى أنه لا يدخل هواية ولكن يدخله تحبباً إليك وتقرباً منك فأنت ترين أن سلطتك الطبيعية في داخل المنزل فى مطبخك وأنه بذلك يكشف عيوب مملكتك فتضعف سلطتك وهذا ذكاء خفى لاتتحدثى عنه ..فقد قيل فى مثل إنجليزى (قال الدماغ أنا أذكى عضو فى الجسد رد القلب متعجباً ومن أخبرك بذلك ) عليك أن تبحثى عن مشاعرك الحقيقية والتعرف على نقاط ضعفك ..والتعرف على نقاط الضعف يأتى من خلال الجمع بين المشاعر الحقيقية والتفكير الذى يؤدى إلى التوازن المطلوب للحكم على الأشياء ..فإطلاق الخوف تتبعه المشاعر السلبيه وهذا يولد قرارات خاطئه..فاستقبلى زوجك فى مطبخك كما يستقبلك فى مكتبه وإسعدى به وإجعلى الأمر ذكرى جميلة لا تلصص مخابراتى ..وسوف ترين الحياة أجمل ..وبالهنا والشفا