استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (7)
س/ رزقت والحمد لله بطفل منذ أيام، ولدي سؤالان: الأول: هو أننا بصفتنا فلسطينيين لدينا عادة "المهاد"، وتعني أننا نلف الطفل في قطعة قماش كبيرة بحيث تحيط جسده بشكل كامل، ومن ثَم لا يمكنه تحريك يديه أو قدميه طالما هو في هذا المهاد، ويكون هذا الأمر عند النوم، أو بمعنى أدق عندما نريده أن ينام، حيث تعتبر هذه الطريقة من أسرع الطرق التي تجعل الطفل ينام، وإن كان ليس هذا هو الغرض منها بشكل أساسي، بل إنها قد تفيد في استقامة الظهر والرجلين. فهل لهذه الطريقة أي أثر نفسي سلبي على الطفل؟
الثاني: أن الطفل ينام عدد ساعات يصل إلى 16 ساعة، ولا يستيقظ إلا للرضاعة
فقط، فهل هذا طبيعي أيضًا؟
بخصوص عدد ساعات نوم الطفل فيجب أن نعلم أن الحاجة للنوم من الحاجات
البيولوجية الضرورية، والنوم يريح الطفل ويبطئ من الدورة الدموية، ويساعد على
إعادة توازن الطفل، كما يحقق الاسترخاء العضلي والنفسي، ويزيل التوتر النفسي
ويريح الطفل من الإرهاق، كما أن النوم دليل على استقرار عملية النمو وتمتع
الطفل بقدر عال من الصحة. وفترة النوم الضرورية للفرد وهي تختلف من مرحلة
عمرية إلى أخرى، ويتعلم الطفل عادات النوم من خلال النمط السائد في بيئته،
وذلك فيما يتعلق بأوقات النوم وساعاته.
ويقضي الطفل معظم الوقت نائمًا وخاصة في الأشهر الأولى من عمره، ولا يستيقظ
إلا لتناول الغذاء أو البحث عن الحاجات الفسيولوجية، أو غير ذلك من الأسباب
التي تؤدي إلى اضطراب النوم عند الطفل.
وتبدأ ساعات النوم بالتناقص عند تقدم عمر الطفل، ولا يمكن تحديد ساعات النوم
لدى جميع الأطفال؛ إذ تختلف مدة النوم من طفل لآخر حسب اختلاف حاجاتهم للنوم.
وفيما يلي معدل ساعات النوم اللازم للطفل حسب العمر.
• منذ الميلاد وحتى 3 أشهر: يقضي معظم الوقت نائمًا أثناء الليل والنهار
باستثناء أوقات تناول الوجبات أو التبول.
• 3 - 6 أشهر: 18 - 20 ساعة على الأقل.
• سنة واحدة: 15 - 16 ساعة على الأقل.
• سنتان: 13 - 14 ساعة على الأقل.
• 3 سنوات: 10 - 12 ساعة على الأقل.
• 5 سنوات: 8 - 10 ساعات على الأقل.
• ويمكن أن يستيقظ الطفل فجأة من نومه بسبب الجوع، أو التبول، أو التبرز، أو
الحر، أو البرد الشديد، أو ضيق التنفس، أو التألم.
ويجب مراعاة ما يلى الآتي:
1- مكان نوم الطفل يجب أن يتوفر فيه الأمن والهدوء.
2- فراش الطفل وملابسه: يراعى أن يكون فراشه ناعمًا ومريحًا وجافا وليس
مبللاً، وأن يكون ثوبه ناعما وفضفاضا يسمح له بالحركة.
3- أن تكون غرفة نوم الطفل وما تحتويه من مثيرات مبهجةً ومريحة لنفسيته.
4- مراعاة عادات النوم، وذلك بأن يتعود الطفل النوم في مكانه المعد لذلك، وليس
في أمكنة متعددة من البيت.
5- نفض فراش الطفل ليتم التخلص من عثة الفراش، والعثث كائنات حية لا ترى
بالعين المجردة وهي موجودة في غبار المنازل، وعلى أغطية الفراش، استشهادًا
بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه
بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه".
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني عن لف الطفل بقطعة قماش وتقييد حركته استعدادًا
للنوم فيجب ملاحظة أن هذه العادة غير صحيحة وغير صحية للأسباب الآتية:
1- أن أغطية الطفل يجب أن تسمح له بالحركة؛ لأن الحركة حاجة جسمية بيولوجية،
ولحركة الطفل آثار جسمية وانفعالية وعقلية واجتماعية عليه.
2- تقييد حركة الطفل تعيق استرخاءه العضلي والجسمي، ولا تساعده على نوم هادئ.
3- لا يساعد هذا الغطاء على نمو العظام والعضلات في وضعها الطبيعي، ومثال ذلك:
الجنين في الرحم يصحو وينام دون أربطة، فالنوم ليس تعبيرًا عن قلة الحركة،
ولكنه حاجة جسمية، فمتى شعر الطفل بالنعاس سوف ينام وربما ساعده القيد على
اليقظة.
4- ربما ساعدت الأربطة على تشويه العظام وظهور الاحمرار على جسم الطفل؛ نظرًا لانعدام الأكسجين بسبب عدم الحركة.
5- شعور الطفل بالضيق والتوتر وكثرة البكاء؛ نظرًا لانعدام الحركة.
6- ربما تقيأ الطفل أثناء نومه، فسبب له ذلك اختناقًا؛ وعليه فلا ينصح الأطباء
بتقييد حركة الطفل بحجة النوم.
لذا يجب أن يسمح غطاء الطفل له بحرية الحركة مع تقليل المنبهات التي تساعده
على اليقظة. وينتهي كلام الأستاذ درداح حسن إسماعيل الشاعر محاضر مساقات علم نفس الطفل في التفكير المنطقي بوزارة الصحة بفلسطين، والشاهد من أهلها.