استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (4)
س/ ابنتي البالغة من العمر أربعة أشهر فأنا أشعر أنها أكبر من سنها حتى إنها تريد أن تكبر بسرعة قد تقول هذا مقال كل أم، فكل أم تعتبر ابنها أو ابنتها ذكيًّا. فعندما أحدثها وأنا دائمة الحديث معها أشعرها ترد علي وبنفس النبرة التي أتكلم معها، وحركاتها تظهر أنها أكبر من سنها، ولكن مشكلتي معها أنها لا تحب أن تجلس على ظهرها أبدًا حتى الجلوس في الكرسي ترفضه بتاتًا إلا عند الطعام بعد أن أحاول أن أنسيها أنها على الكرسي بمناغاتها والغناء لها وملاعبتها، وهي متعلقة جدًّا بي حتى إنني لا أستطيع أن أنجز أعمالي وهي مستيقظة، ففكر والدها أن يشتري لها "عربية" لتتجول فيها وتمشي خلفي أينما ذهبت، فبذلك تنسى شبح السرير والكرسي، وأكون أمامها أينما تحركت، وأحيانًا لا أعرف كيف أتصرف معها فهي تُصِرّ على أن تبقى محمولة حتى لو كنت جالسة أمامها، ولقد سمعت أن كثرة حمل الصغير قد تؤثر على نموه.
فما الطريقة التي أتعامل بها معها لأخفف الضغط عليّ، وبنفس الوقت لا أؤثر على
نفسيتها؟ وما هي الألعاب والأساليب التي باستطاعتي أن ألاعبها إياها وأتعاملبها معها لتنمية ذكائها وربطها بالعالم الخارجي؟
إن الطفل يحتاج من أول يوم أن تحدثه أمه، وتغني له وأن تستخدم لغة الجسد في التواصل معه، فتلمس وجهه وتداعب كفيه الصغيرتين وقدميه، فهذا يشعره بالأمان وبالحب وبأنه مرغوب فيه ومرحب به في هذا العالم.
ومن العجب أن الأطفال لديهم مقياس شديد الحساسية لصدق المشاعروالاهتمام
الحقيقي، فيشعرون بالأم حين تؤدي هذا الدور بصدق وتفرغ، وحين تعطي طفلها وقتًا خالصًا له تجلس معه تحادثه وتنظرفي عينيه، وتحاول أن تفهم نظراته وحركاته وتدع له فرصة يستوعب ويفهم نبرات صوتها بهدوء ويحفظ ملامح وجهها، ويشعر بالأمان بين ذراعيها، ويستمتع بهدهدة أقدامها فيتفاعل معها ويرتبط بها، وتكون هذه هي البداية الصحيحة لعلاقة قوية وصحية مدى العمر.
ويشعرون بالأم حين تكون غير مقتنعة بأهمية هذا الدور فتؤديه بلا روح وأثناء
انشغالها بأعمال أخرى، فلا يبوحون لها بأسرار الطفولة الجميلة.
وفى هذه الحالة فالام من النوع الأول؛ ولذا فمن الواضح أن الطفلة تفهمها وهذا طبيعي ومطلوب؛ ولهذا فإن الدراسات الحديثة كلها تؤكد أهمية هذه المرحلة في تنمية ذكاء الطفل وتحفيز قدراته، ووجدوا أن معظم الأطفال حين يولدون تكون عندهم تقريبًا نفس الإمكانيات والقدرات ومستوى الذكاء، ولكنها في انتظار من ينميها ويحفزها للعمل، فإذا وجدت من يهتم بها وينميها ويثيرها نجد طفلنا ذكيًّا واعيًا قوي الملاحظة سريع التفاعل، ونشعر أنه يفهم أكثر من الطبيعي، وأنه يسبق سنه في الفهم والإدراك،
ولكن الحقيقة أن هذا هو الطبيعي، وأننا فقط أحسنا الاهتمام بمواهبه وقدراته، وتعهدنا ذكاءه بالاهتمام، والعجيب أن الوقت المتاح لذلك هو السنة الأولى من العمر، بل الشهور الأولى منها، وإلا ظلت هذه الإمكانيات في مستوياتها الطبيعية، ولم نحسن استغلال هذه الفرصة المتاحة، إنها مثل الضوء الذي يومض فترة وجيزة ثم يخبو.
ليس معنى هذا أن الطفل سيكون أقل من المستوى في الذكاء، لكن كان من الممكن أن تكون قدراته أعلى من ذلك، خاصة وأن قدرات الإنسان الذهنية لم تَعُد تقاس فقط بالمستوى المجرد للذكاء، ولكن أيضًا قوة الملاحظة وسرعة البديهة، والاستجابات السريعة، وردود الأفعال المناسبة والصحيحة، والثقة بالنفس، وغيرها...، وهذه كلها أمور مكتسبة بالخبرة والتربية والتجربة والاهتمام.
ومما أثبت هذه الأبحاث فعلاً أنه حتى الأطفال المعوقين ذهنيًّا والذين بالفعل
ذكاؤهم دون المتوسط إذا تم الاهتمام بهم والتعامل معهم والتفاعل معهم وإعطاؤهم الحب والحنان والاهتمام بالحديث والغناء ومحاولة تنمية المهارات منذ الشهور الأولى في العمر يكون مستقبلهم في التعلم والتعامل مع الحياة واكتساب المهارات
أفضل وأسرع ممن يماثلونهم في الظروف ومستوى الذكاء، ولكن لم يحظوا بنفس الاهتمام.
ولكن طبعًا ضريبة ذلك هو الارتباط الشديد بينك وبين سمية وهو ارتباط صحي، فهي تحبك وتفتقدك وتفتقد اهتمامك وغناءك لها، بل وتمل من الجلوس بمفردها أو مستلقية على ظهرها؛ لأن مداركها قد اتسعت، وتريد أن تتعرف على ما يجري حولها وتفهم هذا العالم الغامض الجديد عليها، ومعنى هذا أنك نجحت جدًّا، وأن رسالتك وصلت، وأنك نجحت فعلاً في استفزاز منبهات ومستقبلات الذكاء والتركيز والملاحظة والفضول لديها.
المشكلة أن هذا يزيد العبء عليك؛ لأنها حين تكون مستيقظة تريدك أن تكوني
بجانبها وهذه ضريبة متعبة، ولكنها جميلة وممتعة أدعوك لأدائها وأنت سعيدة،
ولكن حاولي تنظيم وقتك وفكرة العربة المتحركة ممتازة جدًّا وصائبة؛ لأنها
ستتيح لها التواجد معك في كل مكان في البيت، وتتيح لك الاهتمام بها والحديث
معها والغناء لها، وسيزداد هذا أهمية وتطورًا مع كل شهر تكبره سمية.
حمل الطفل بكثرة لا يؤثر على نموه ولا يضره في شيء وفي المرحلة السنية التي فيها سمية الآن تكون رغبتها قوية في أن تظل محمولة، أولاً لارتباطها الشديد بك، وثانيًا لأنها لا تسطيع الجلوس بمفردها، ولم تَعُد تريد النوم مستلقية على ظهرها، ولكن مع نموها وعندما تستطيع الجلوس بمفردها ستقل شيئًا فشيئًا هذه المشكلة، ومع الحبو واستطاعتها التحرك بمفردها ستتحول معاناتك إلى ملاحقتها في كل أرجاء المنزل.
إن الطفلة الآن في مرحلة التجربة ومحاولة التعرف على كل شيء، فالألعاب ذات الأصوات والألعاب المتحركة والألعاب الملونة كل هذه تلفت نظرها وتنبه حواسها وتنمي ذكاءها، وعندما تتمكن من التحكم في يديها والإمساك باللعب يجيء دور المكعبات وألعاب التركيب، وهكذا مع كل تطور في نموها وإدراكها.. ابحثي عما
يثير ويستفز حواسها، ولا تغفلي دور القصص المصورة والملونة التي تحكيها لها، بينما تشاهد هي الصور وكذلك أفلام الرسوم المتحركة، واحرصي على مشاركتها اللعب ومراقبتها وهي تلعب حتى تلاحظي وتفهمي طريقة تفكيرها وتعرفي ما تحبه وما تحتاجه من ألعاب.
ومن العجب أن الأطفال لديهم مقياس شديد الحساسية لصدق المشاعروالاهتمام
الحقيقي، فيشعرون بالأم حين تؤدي هذا الدور بصدق وتفرغ، وحين تعطي طفلها وقتًا خالصًا له تجلس معه تحادثه وتنظرفي عينيه، وتحاول أن تفهم نظراته وحركاته وتدع له فرصة يستوعب ويفهم نبرات صوتها بهدوء ويحفظ ملامح وجهها، ويشعر بالأمان بين ذراعيها، ويستمتع بهدهدة أقدامها فيتفاعل معها ويرتبط بها، وتكون هذه هي البداية الصحيحة لعلاقة قوية وصحية مدى العمر.
ويشعرون بالأم حين تكون غير مقتنعة بأهمية هذا الدور فتؤديه بلا روح وأثناء
انشغالها بأعمال أخرى، فلا يبوحون لها بأسرار الطفولة الجميلة.
وفى هذه الحالة فالام من النوع الأول؛ ولذا فمن الواضح أن الطفلة تفهمها وهذا طبيعي ومطلوب؛ ولهذا فإن الدراسات الحديثة كلها تؤكد أهمية هذه المرحلة في تنمية ذكاء الطفل وتحفيز قدراته، ووجدوا أن معظم الأطفال حين يولدون تكون عندهم تقريبًا نفس الإمكانيات والقدرات ومستوى الذكاء، ولكنها في انتظار من ينميها ويحفزها للعمل، فإذا وجدت من يهتم بها وينميها ويثيرها نجد طفلنا ذكيًّا واعيًا قوي الملاحظة سريع التفاعل، ونشعر أنه يفهم أكثر من الطبيعي، وأنه يسبق سنه في الفهم والإدراك،
ولكن الحقيقة أن هذا هو الطبيعي، وأننا فقط أحسنا الاهتمام بمواهبه وقدراته، وتعهدنا ذكاءه بالاهتمام، والعجيب أن الوقت المتاح لذلك هو السنة الأولى من العمر، بل الشهور الأولى منها، وإلا ظلت هذه الإمكانيات في مستوياتها الطبيعية، ولم نحسن استغلال هذه الفرصة المتاحة، إنها مثل الضوء الذي يومض فترة وجيزة ثم يخبو.
ليس معنى هذا أن الطفل سيكون أقل من المستوى في الذكاء، لكن كان من الممكن أن تكون قدراته أعلى من ذلك، خاصة وأن قدرات الإنسان الذهنية لم تَعُد تقاس فقط بالمستوى المجرد للذكاء، ولكن أيضًا قوة الملاحظة وسرعة البديهة، والاستجابات السريعة، وردود الأفعال المناسبة والصحيحة، والثقة بالنفس، وغيرها...، وهذه كلها أمور مكتسبة بالخبرة والتربية والتجربة والاهتمام.
ومما أثبت هذه الأبحاث فعلاً أنه حتى الأطفال المعوقين ذهنيًّا والذين بالفعل
ذكاؤهم دون المتوسط إذا تم الاهتمام بهم والتعامل معهم والتفاعل معهم وإعطاؤهم الحب والحنان والاهتمام بالحديث والغناء ومحاولة تنمية المهارات منذ الشهور الأولى في العمر يكون مستقبلهم في التعلم والتعامل مع الحياة واكتساب المهارات
أفضل وأسرع ممن يماثلونهم في الظروف ومستوى الذكاء، ولكن لم يحظوا بنفس الاهتمام.
ولكن طبعًا ضريبة ذلك هو الارتباط الشديد بينك وبين سمية وهو ارتباط صحي، فهي تحبك وتفتقدك وتفتقد اهتمامك وغناءك لها، بل وتمل من الجلوس بمفردها أو مستلقية على ظهرها؛ لأن مداركها قد اتسعت، وتريد أن تتعرف على ما يجري حولها وتفهم هذا العالم الغامض الجديد عليها، ومعنى هذا أنك نجحت جدًّا، وأن رسالتك وصلت، وأنك نجحت فعلاً في استفزاز منبهات ومستقبلات الذكاء والتركيز والملاحظة والفضول لديها.
المشكلة أن هذا يزيد العبء عليك؛ لأنها حين تكون مستيقظة تريدك أن تكوني
بجانبها وهذه ضريبة متعبة، ولكنها جميلة وممتعة أدعوك لأدائها وأنت سعيدة،
ولكن حاولي تنظيم وقتك وفكرة العربة المتحركة ممتازة جدًّا وصائبة؛ لأنها
ستتيح لها التواجد معك في كل مكان في البيت، وتتيح لك الاهتمام بها والحديث
معها والغناء لها، وسيزداد هذا أهمية وتطورًا مع كل شهر تكبره سمية.
حمل الطفل بكثرة لا يؤثر على نموه ولا يضره في شيء وفي المرحلة السنية التي فيها سمية الآن تكون رغبتها قوية في أن تظل محمولة، أولاً لارتباطها الشديد بك، وثانيًا لأنها لا تسطيع الجلوس بمفردها، ولم تَعُد تريد النوم مستلقية على ظهرها، ولكن مع نموها وعندما تستطيع الجلوس بمفردها ستقل شيئًا فشيئًا هذه المشكلة، ومع الحبو واستطاعتها التحرك بمفردها ستتحول معاناتك إلى ملاحقتها في كل أرجاء المنزل.
إن الطفلة الآن في مرحلة التجربة ومحاولة التعرف على كل شيء، فالألعاب ذات الأصوات والألعاب المتحركة والألعاب الملونة كل هذه تلفت نظرها وتنبه حواسها وتنمي ذكاءها، وعندما تتمكن من التحكم في يديها والإمساك باللعب يجيء دور المكعبات وألعاب التركيب، وهكذا مع كل تطور في نموها وإدراكها.. ابحثي عما
يثير ويستفز حواسها، ولا تغفلي دور القصص المصورة والملونة التي تحكيها لها، بينما تشاهد هي الصور وكذلك أفلام الرسوم المتحركة، واحرصي على مشاركتها اللعب ومراقبتها وهي تلعب حتى تلاحظي وتفهمي طريقة تفكيرها وتعرفي ما تحبه وما تحتاجه من ألعاب.
س/ مشكلتي أننا تغربنا (أنا وزوجي) عن الوطن والأهل في سبيل تحصيل العلم، وقدّر الله لنا في هذه البلاد أن نرزق بطفل؛ ففكرنا أن نتركه في رعاية أهلنا فترة سنة حتى نرتب أمورنا (عمره الآن 4 أشهر)، وبذلك نكون قد اخترنا أخف الضررين فما هي السلبيات والإيجابيات؟ وهل يؤثر بعد الولد عنا على نفسيته؟ وهل لذلك آثار سلبية عند الكبر؟ وأود أن أضيف أن الحلول الأخرى أن نضعه لدى حاضنة أو أترك الدراسة .
إن الكثير تحدثوا عن الطفل غيرالمرغوب فيه وأثرذلك على نموه النفسي، وما
يترتب على ذلك من آثارنفسية في مستقبل حياته، ويعد "إريك أريكسون" كان من أفضل من شرح وأوضح هذا الأمرفي نظريته للنموالنفسي والتي قسَّم فيها البشر إلى قسمين: قسم ينمو بطريقة نفسية صحيحة، وقسم ينمو بطريقة نفسية غير صحيحة أو غير سوية، وقسَّم مراحل النمو النفسي للإنسان إلى ثماني مراحل.
تبدأ المرحلة الأولى منها منذ لحظة ولادة الإنسان وحتى نهاية العام الأول من
عمره، وقرَّر فيها أن الطفل يشعر منذ الولادة بالعالم من حوله فإن شعر أنه غيرمرغوب فيه، وأنه لا يحصل على ما يحتاجه من حب ودفء وحنان ورعاية فإنه يشعر أن العالم حوله عالم عدائي فيشعر بالقلق، والاضطراب، وعدم الاطمئنان. وهكذا تسلم هذه المرحلة الأولى الطفل للمراحل التالية طفلاً مضطربًا لا يثق في نفسه أو فيمن حوله، وقد يصل إلى مرحلة المرض النفسي في شبابه، ثم الإحساس بالفشل في خريف حياته وعدم الرضاء عما أنجزه.. ولا ينفرد "إريك أريكسون" بأهمية السنة الأولى أو السنوات الأولى في حياة الطفل ودورها في نموه كما أسلفنا، بل تشترك مدارس عديدة في علم النفس في بيان أهمية هذه السنوات وإن اختلفت مداخلهم وتفسيراتهم حسب طبيعة المدرسة وفرضياتها.
ولكن الكل يشترك في ضرورة أن ينمو الطفل في كنف والديه الأب والأم، وأن يحصل منهما على الشعور بالأمان والحب والطمأنينة، وفي دراسات عديدة وُجِد أن الأطفال الذين يُتَربَّون في غياب أحد الأبوين يكون أكثر عرضة للإحساس بالقلق والتوتر وللحركات القهرية مع عدم قدرته على التواصل مع الآخرين، وعدم قدرته على إقامة حياة زوجية في المستقبل، بل وعدم قدرته على التعامل مع أطفالهم إذا أنجبوا.. والواقع العملي أثبت ذلك، فمن خلال عملي في مركز الاستشارات النفسية التقيت بكثير من الأطفال الذين تعرضوا لتجربة قيام الآباء بتسليمهم للأجداد للقيام على تربيتهم نتيجة لظروف السفر أو العمل، فوجدت أن هؤلاء الأطفال يُكنُّون شعورًا عدائيًّا ناحية ذويهم، ويرفضون التواصل معهم ويرغبون في العودة إلى أجدادهم، حيث حصلوا على تربيتهم الأولى معتبرين أنفسهم غرباء عن البيت الجديد الذي انضموا إليه، وهو بيت الأب والأم الأصليين ولسان حالهم يقول لآبائهم: لقد فرطتم فينا فلماذا تبحثون عنا الآن؟ ولماذا تريدون أن ننضم وننتمي إليكم؟ لقد تكرر ذلك في أكثر من حالة، والعجيب أنها نفس المشاعر تقريبًا تتكرر في مختلف الحالات، والآباء والأمهات في حالة إحباط شديد من شعور وتصرف أبنائهم حيالهم.
وعند ذلك يحتاج علاج الأمر إلى مجهود شديد قد يستدعي تدخل الطبيب النفسي مع صبر شديد من الآباء والأمهات لإصلاح تلك السلبيات، وفي الغالب ما تظل الآثار السلبية الناتجة عن هذه الفترة من غير علاج.. والأمر لا يقاس بالسلبيات
والإيجابيات وأيهما أكثر أو أقل؛ لأننا نتعامل مع نفس بشرية نحن مسئولون عنها
ومسئولون عن سوائها النفسي.. ولا يمكن للإنسان أن يحقق أو يحصل على كل شيء وليست المسألة أخف الضررين، فالضررالواقع على نفسية الطفل سيمتد معه طوال حياته.
ولي هناك جوانب إيجابية في بُعْد ابنك عنك سوى راحتك وراحة زوجك ورغبتكما في تحصيل العلم زلكن فى حقيقة الأمر لا يعوض الابن الشعور بالدفء والأمان والراحة أي شخص آخر سوى الوالدين، مهما كان هذا الشخص مهتمًّا أو ذا خبرة خاصة للأطفال الرضع.
ففراق الابن لوالديه خاصة قبل إتمام ثلاثة أعوام له آثار سلبية كبيرة منها:
1 - تدهور حالته الصحية، خاصة أنه سيحرم من الرضاعة الطبيعية التي لا تعوض.
2 - تعدد المسئولين في تربية الطفل وما يترتب عليه من اختلاف أو تضارب في
أساليب التربية، ويؤدي بلا شك لاضطراب في سلوك الطفل (العدوانية - الانطواء
-...).
3 - تَفْقِد علاقة الوالدين بالابن المعنى الأصلي لها، فلا يكون الأب والأم
سوى "بنك" يصرف ولا يعرف شيئًا عن الطفل "وأشد خصوصياته"،
فلا معنى أن نطلب من طفل لم يستمتع بحنان ورعاية والديه أن يعرف معنى لبر
الوالدين.
ولحل هذه المشكلة هناك خياران :
1 - أن تؤجلي دراستك حتى يشتد عود طفلك ويتعدى العامين وترسليه لحضانة تثقين
فيها.
2 - أن تبحثي عن حضانة قريبة لمحل دراستك وتستمري فيها بما في ذلك من مشقة عليك وعليه، فمهما كانت أضرار ذلك فهي بلا شك أخف بكثير من حرمانه الكلي لرعايتك له، وتذكري أن رضاعته من ثديك لها أبعاد صحية ونفسية شديدة التأثير عليه الآن ومستقبلاً... وتذكري أن الرعاية في الصغر = البر في الكبر.