منتديات متخصص - كل الأقسام

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (1)

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (1)

س: أود الاستفسار عن نوم طفلتي - عمرها (9أشهر) - معنا في الغرفة،
متى أخرجها للغرفة الأخرى؟ هل من الآن، أم متى؟ علماً بأنها تستيقظ باكية لأعطيها رضعتها في أغلب الليالي. ً.

ذكرتِ أن طفلتك عمرها تسعة أشهر، وأنها مازالت ترضع، ولم تذكري إن كانت هي
وحيدتك، أي إنها إن نامت وحدها ستنفرد بالغرفة الأخرى أم لا؛ فإن كان هناك
إخوة للطفلة تأنس بهم، أو أخت كبيرة تتولى رعايتها، بات الأمر أسهل على الأم.
ليس هناك وصفة جاهزة لتنطبق على الجميع دون تفريق، فكل طفل حالة متميزة، والطفل ذاته أيضًا قد يمر بحالات من التقلب، واختلاف المزاج، والنمو الجسدي؛ (كمرحلة التسنين)، تتطلب معها تَصَرُّفًا جديدًا ومختلفًا عن السابق.
لكن إليكِ هذه الاعتبارات عند افيراض أن طفلتك  تنام في غرفة مُنفرِدة:
أولاً: إن نامت طفلتكِ معكِ، أو في غرفة منفصلة، من المهم جدًا (حتى لو كان
عمرها أيامًا)، ألا ترى ولا تطَّلِع على والديها وهم يمارسون العلاقة الخاصة
جدًا، وعلى الوالدين ألا يستصغِرا عمر الطفل؛ لأن المشاهد والأصوات تُخزَّن في
العقل اللاواعي للطفل منذ ولادته، بل حتى وهو جنين.
ثانيًا: إن أبقيت الطفلة بغرفة وحدها، لا تبقي معها الخادمة مطلقًا، وإن أردتِ
متابعتها، فهناك أجهزة (تعرفينها بالتأكيد) هذه الأجهزة عبارة عن جهاز إرسال
يوضع بغرفة الأطفال، وجهاز استقبال في غرفة الوالدين.
ثالثًا: إن أبقيت الطفلة في غرفة بمفردها، لابد أن تساعديها على النوم، بتواجدك معها (أنت وليست الخادمة)، واستثمري هذا الوقت بزرع قيمة ممارسة القراءة، وجعلها عادة، وذلك بقراءة القصص لها، المناسبة لعمر طفلتك، وتركزين على القصص ذات الصور الكبيرة الجميلة، والعبارات المركزة القصيرة.
رابعًا: دائمًا أشعري طفلتك بالأمن إن تركتِها بغرفة وحدها، وذلك بتعويدها على  قراءة أذكار النوم، وترديد آية الكرسي، وتعويذها كما كان يفعل الحبيب المُربِّي الأعظم سيدنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - حينما كان يُعَوِّذ الحسن والحسين رضوان الله عليهما.
أيضًا؛ أشعريها بالأمن بتعريفها على الجهاز، وأنك ستسمعين صوتها إن بكت، وقومي بتجربة الجهاز أمامها.
خامسًا: إن تعارضت رغبة الأبوين - كأن ترغب الأم بإبقاء الطفل معها بالسرير؛ لسهولة الوصول إليه ورعايته، أو لشعورها بفيض مشاعر تجاه صغيرها أو  غيرتها أثناء النوم، في حين بعض الآباء يتضايقون من تواجد الأطفال معهم في السرير؛   ربما لشعور بالغيرة، أو هربًا من الإزعاج -: إن تعارضت الرغبتان، فعلى الأم أن توازن الأمور، وألا تجعل من هذا الأمر (قضيةً) للنزاع، بل تتصرف بحكمة، وتحفظ حق الزوج بما لا يتعارض مع أمومتها.