منتديات متخصص - كل الأقسام

صديق أخي

صديق أخي


تجربة مهمة غيرت في مشاعري الكثير فقد كنت دائما انتظر من يرى في كل جميل، من يحبني بصدق وتزيد مشاعره تجاهي ثقتي بنفسي وقد كان ..

كان صديقًا لأخي، وهو أخ غيور جدًا ولا يرغب في أن يراني أحد من أصدقائه لذلك تقريبًا لا يعلم أحد من أصدقائه شيئًا عني ولا حتى شكلي كل معلوماتهم إن له أخت.

وفي يوم دق جرس الباب وعندما فتحت كان هذا الصديق ويبدو أنه تفاجأ فقد تعود أن يفتح له أخي أو أبي الباب .. فكيف تفتحه بنت ولم يزيد عن سؤاله عن أخي وأخبرته أنه خرج وانتهى الأمر في ثوان معدودة. ونيست هذا الموقف تمامًا فهو بالنسبة لي شيء عادي أن يأتي أحد للسؤال عن أخي.. لكن بعد عدة شهور وجدت إضافة بريد إلكتروني ورسالة من شخص مجهول بالنسبة لي يؤكد فيها أنه يعرفني ويريد محادثتي للضرورة، واعتقدت أنها رسالة أرسلت لي عن طريق الخطأ وبعد أكثر من أسبوع فتحت اميلي مرة أخرى ووجدت هذا الشخص وعندما تحدث معي أخبرني بأول مرة رآني فيها وكيف أني تركت بداخله انطباع جيد لا يمكن نسيانه كما أنه رآني في الكلية مع صديقاتي وازداد إعجابه بي وأكد لي أنه يرغب في التقدم إلى أهلي وخطبتي خلال أربعة أشهر يكون خلالها جهز حاله لكنه الآن يريد رد مني.

ربي لقد رآني شابًا لثواني معدودة وأعجب بي بل ويرغب في التقدم إلي نتيجة هذا الشعور، أن يفكر في أحد كل هذه الفترة ويكون شغله الشاغل كيف يخترق الحصار الذي يفرضه أخي حولي ويصل إليّ ليأخذ رأيي كانت أول تجربة حقيقية لي بل والوحيدة .. ورفعني هذا الأمر إلى أبعد السموات.

كل هذا جعلني أتحدث معه قليلاً لمراعاة أنه صديق أخي ولأنه لم يكن هناك أي وسيلة للاتصال بيننا كان كل كلامنا عن طريق الانترنت وعلى فترات متباعدة لكنها كفيلة بخلق حبه في قلبي وتحرك مشاعري تجاهه. لكن لأن الرياح تأتي دائمًا بما لا تشتهي السفن فقد انقطع فجأة هو عن الاتصال ولم يعد موجودًا في حياتي إلا عندما ظهر بعدها بشهور، نعم شهور من الحيرة والتفكير والعذاب ولا أعرف كيف أصل إليه كل ما أفعله هو أن أرسل له رسائل الكترونية على بريده وبعد هذه الشهور ظهر مرة أخرى وعندما سألته عن سر اختفائه أخبرني أنه حدث خلاف بينه وبين أخي في العمل ويبدو أنه سمع من أخي ما أثار حفيظته وقرر ألا يتم الأمر، وهبطت ثانية إلى الأرض وشعرت بأقسى المشاعر لما لا وهو أول من علمني كلمات الحب وأسمعني إياها بل وكانت صادقة وقوية، كيف بعد أن هزتني مشاعره تجاهي وأحببتها وأحببته من أجلها وصرت أعتقد أني لن أشعر مثلها ثانية وأحيانًا أعتقد أنه فاق على حقيقة أني لا أستحق تلك المشاعر وأحيانًا أعزي نفسي بأن الله قد يكون منع عني شر ما .. على كلٍ تعددت الأسباب والموت واحد.

الوسيم والمراهقة

الوسيم والمراهقة

أحببته منذ أن كنت طالبة في المرحلة الثانوية والتحقنا عقب انتهاء الدراسة بكلية واحدة وربطت بيننا علاقات عاطفية وعلمية قوية.

تخرجنا سويًا في الكلية وعقب انتهائه من الخدمة العسكرية وفقه الله في الحصول على وظيفة مناسبة بإحدى الشركات الخاصة جاء بعدها وتقدم لأهلي طالبًا يدي رسميًا واصطحب معه والديه وشقيقته الصغرى.

بدأ أحمد خطيبي يتردد على بيتنا مثل سائر العرسان في هذه الفترة وما لم أتوقعه قد حدث أمام عيني فقد بدأت شقيقتي المراهقة ترتدي ملابس خليعة وغير مناسبة في الوقت الذي يأتي فيه أحمد لزيارتنا فقد كانت تتعمد ارتداء الهوت شورت الـ«محزق» ثم لاحظت أنها لا تفارقنا طوال الوقت الذي أمضيه معه بل أنها بدأت تطالبه بأن يساعدها في استذكار بعض المواد الدراسية والأهم من كل هذا أنني لاحظت أشياء وتصرفات غير لائقة تحدث بينها وبينه وعندما عاتبته رد قائلاً : أنا شاب وسيم وإن كان هناك من يجب معاتبته فلم ولن يكون إلا مها شقيقتك ففضلت أن أنهي خطوبتي لكني لا أستطيع أن أنسى أو يفارق عيني ما كانت تفعله مها، ولا يغيب عن ذهني سؤال هل كان يحبني حقًا؟

بالتأكيد لا فلو كان يحبني لن ينظر لأخرى مهما كانت وكنت سأشغل باله حتى وأنا بعيدة فما بالك وأنا بجانبه ويتجاوب مع شقيقتي ! 
 
* * *

بنات في حياتي

بنات في حياتي
 
أنت المصمم الأساسي لحياتك سواء أدركت ذلك أم لا. اعتبر جميع تجاربك في الحياة كأنها سجادة هائلة يمكنك تصميمها بأي شكل تريده. وأضف كل يوم أحد الخيوط إلى ذلك النسيج ..

هل تصمم ستارًا لتختبئ خلفه، أم تبتكر بساطًا سحريًا يحملك لآفاق ليس لها مثيل؟ هل تعيد التصميم عن عمد لكي تكون الذكريات التي تمنحك القوة هي مركز عملك الرائع.

قديمًا قالوا «إخوان الصفا» ذائعي الصيت في الفلسفة والحكمة: «المرأة تفسد المرأة، كالأفعى تبث السم في الأفعى».

«الأصدقاء بعضهم كالورود اليانعة فيهم نضارة وشباب وبعضهم كالبنفسج فيهم رقة إذا ما قطعوا ذبلوا والبعض الثالث كالزهور البرية ليس لهم رائحة أو طعم».

وقال حكيم أربعة تولد الصحبة: «حسن البشر، وبذل البر، وقصد الرقاق، وترك النفاق».

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (7)

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (7)

س/ رزقت والحمد لله بطفل منذ أيام، ولدي سؤالان: الأول: هو أننا بصفتنا فلسطينيين لدينا عادة "المهاد"، وتعني أننا نلف الطفل في قطعة قماش كبيرة بحيث تحيط جسده بشكل كامل، ومن ثَم لا يمكنه تحريك يديه أو قدميه طالما هو في هذا المهاد، ويكون هذا الأمر عند النوم، أو بمعنى أدق عندما نريده أن ينام، حيث تعتبر هذه الطريقة من أسرع الطرق التي تجعل الطفل ينام، وإن كان ليس هذا هو الغرض منها بشكل أساسي، بل إنها قد تفيد في استقامة الظهر والرجلين. فهل لهذه الطريقة أي أثر نفسي سلبي على الطفل؟
الثاني: أن الطفل ينام عدد ساعات يصل إلى 16 ساعة، ولا يستيقظ إلا للرضاعة
فقط، فهل هذا طبيعي أيضًا؟
بخصوص عدد ساعات نوم الطفل فيجب أن نعلم أن الحاجة للنوم من الحاجات
البيولوجية الضرورية، والنوم يريح الطفل ويبطئ من الدورة الدموية، ويساعد على
إعادة توازن الطفل، كما يحقق الاسترخاء العضلي والنفسي، ويزيل التوتر النفسي
ويريح الطفل من الإرهاق، كما أن النوم دليل على استقرار عملية النمو وتمتع
الطفل بقدر عال من الصحة. وفترة النوم الضرورية للفرد وهي تختلف من مرحلة
عمرية إلى أخرى، ويتعلم الطفل عادات النوم من خلال النمط السائد في بيئته،
وذلك فيما يتعلق بأوقات النوم وساعاته.
ويقضي الطفل معظم الوقت نائمًا وخاصة في الأشهر الأولى من عمره، ولا يستيقظ
إلا لتناول الغذاء أو البحث عن الحاجات الفسيولوجية، أو غير ذلك من الأسباب
التي تؤدي إلى اضطراب النوم عند الطفل.
وتبدأ ساعات النوم بالتناقص عند تقدم عمر الطفل، ولا يمكن تحديد ساعات النوم
لدى جميع الأطفال؛ إذ تختلف مدة النوم من طفل لآخر حسب اختلاف حاجاتهم للنوم.
وفيما يلي معدل ساعات النوم اللازم للطفل حسب العمر.
• منذ الميلاد وحتى 3 أشهر: يقضي معظم الوقت نائمًا أثناء الليل والنهار
باستثناء أوقات تناول الوجبات أو التبول.
• 3 - 6 أشهر: 18 - 20 ساعة على الأقل.
• سنة واحدة: 15 - 16 ساعة على الأقل.
• سنتان: 13 - 14 ساعة على الأقل.
• 3 سنوات: 10 - 12 ساعة على الأقل.
• 5 سنوات: 8 - 10 ساعات على الأقل.

• ويمكن أن يستيقظ الطفل فجأة من نومه بسبب الجوع، أو التبول، أو التبرز، أو
الحر، أو البرد الشديد، أو ضيق التنفس، أو التألم.
ويجب مراعاة ما يلى الآتي:
1- مكان نوم الطفل يجب أن يتوفر فيه الأمن والهدوء.
2- فراش الطفل وملابسه: يراعى أن يكون فراشه ناعمًا ومريحًا وجافا وليس
مبللاً، وأن يكون ثوبه ناعما وفضفاضا يسمح له بالحركة.
3- أن تكون غرفة نوم الطفل وما تحتويه من مثيرات مبهجةً ومريحة لنفسيته.
4- مراعاة عادات النوم، وذلك بأن يتعود الطفل النوم في مكانه المعد لذلك، وليس
في أمكنة متعددة من البيت.
5- نفض فراش الطفل ليتم التخلص من عثة الفراش، والعثث كائنات حية لا ترى
بالعين المجردة وهي موجودة في غبار المنازل، وعلى أغطية الفراش، استشهادًا
بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه
بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه".
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني عن لف الطفل بقطعة قماش وتقييد حركته استعدادًا
للنوم فيجب ملاحظة أن هذه العادة غير صحيحة وغير صحية للأسباب الآتية:
1- أن أغطية الطفل يجب أن تسمح له بالحركة؛ لأن الحركة حاجة جسمية بيولوجية،
ولحركة الطفل آثار جسمية وانفعالية وعقلية واجتماعية عليه.
2- تقييد حركة الطفل تعيق استرخاءه العضلي والجسمي، ولا تساعده على نوم هادئ.
3- لا يساعد هذا الغطاء على نمو العظام والعضلات في وضعها الطبيعي، ومثال ذلك:
الجنين في الرحم يصحو وينام دون أربطة، فالنوم ليس تعبيرًا عن قلة الحركة،
ولكنه حاجة جسمية، فمتى شعر الطفل بالنعاس سوف ينام وربما ساعده القيد على
اليقظة.
4- ربما ساعدت الأربطة على تشويه العظام وظهور الاحمرار على جسم الطفل؛ نظرًا لانعدام الأكسجين بسبب عدم الحركة.
5- شعور الطفل بالضيق والتوتر وكثرة البكاء؛ نظرًا لانعدام الحركة.
6- ربما تقيأ الطفل أثناء نومه، فسبب له ذلك اختناقًا؛ وعليه فلا ينصح الأطباء
بتقييد حركة الطفل بحجة النوم.
لذا يجب أن يسمح غطاء الطفل له بحرية الحركة مع تقليل المنبهات التي تساعده
على اليقظة. وينتهي كلام الأستاذ درداح حسن إسماعيل الشاعر محاضر مساقات علم نفس الطفل في التفكير المنطقي بوزارة الصحة بفلسطين، والشاهد من أهلها.

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (6)


 استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (6)


س/ لدي طفل رضيع عمره 8 شهور، أحبه حبا جما، وهو طفلي الأول، حيث
إنني أقبله باليوم مئات المرات، وألعب معه كثيرا، وكلما أتيحت لي الفرصة بسبب انشغالي بالبيت وبالعمل، أشعربأن حبي الزائد له سيفسده مستقبلا وليس الآن، المهم أعتمد في تربيتي له على الحب والحنان والصبر الكثير ولكني لاحظت أنني قمت بضربه عدة مرات (حوالي 3-4) مرات وفي أعمار متفاوتة (في عمر 4-8 شهور) ضربا مبرحا وبدون سبب وجيه!!
مثلا سكب الطعام أثناء إطعامي له أو أي شيء يثير أعصابي، مع العلم أنني أندم
أشد الندم بعدما أضربه وأؤنب نفسي كثيرا، وأتساءل لماذا أضربه؟ الأمر لا يستحق
كل هذا!! وأعاهد نفسي ألا أكررها ثانية ولكني فعلت!!
قد يكون الوضع النفسي الذي نعيشه بعامة غير سوي، وظروفنا الاقتصادية
والاجتماعية تأثرت ولا شك، ولكنني لا أبرر لنفسي ذلك! فكيف يمكن أن تؤثر هذه
الأفعال مني على نفسيته حاليا وبالمستقبل، وإذا كانت أثرت فما الحل لعلاجها؟
ملاحظة: الطفل يقيم أثناء فترة عملي عند والدتي، ويرضع طبيعيا، بالإضافة لبعض
المساعدات مثل الفواكه والخضار.؟ 

أنت بحبك الطبيعي وليس الزائد له لا تفسدين مستقبله، ولكنك تبنين مستقبله
وتبنين شخصية قوية مستقرة واثقة من نفسها، لو أتيح لنا أن نقرأ أفكار طفل رضيع
ونعرف مشاعره تجاه أمه وكيف ينظر لها لوجدناه يقول لها أنت ملاذي وملجئي...
أنت مصدر أماني واطمئناني... أنت التي لا أجد راحتي إلا بقربك ولا يفهمني
ويلبي لي كل احتياجاتي إلا أنت... عندما تبتسمين لي أشعر أن الدنيا كلها تحبني
وترحب بي وعندما تتركينني أو تغضبي مني أشعر أن الدنيا كلها ترفضني ولا أشعر
بالأمان... أنا لا أريد أن أتعبك أو أضايقك، ولكنك أحيانا تغضبين مني وعندها
أشعر بخوف شديد وأنتظر بشدة أن تأتي لتصالحيني.
هل ترين هذا الكلام خياليا وغير حقيقي... كلا إنه أقل من الحقيقة بكثير، فالأم
بالنسبة للطفل هي كل شيء هي الحب والحنان والأمان والاستقرار.
إنك عندما تقبلينه وتلعبين معه وتنظرين في عينيه وتبتسمين له وتضميه في حضنك
يشعر بالأمان والثقة بنفسه والاستقرار... يشعر أن هذا العالم جميل ويرحب به
ويحبه فينشأ شخصية قوية مستقرة نفسيا وواثقة من نفسها قادرة على التعامل مع
الآخرين... وهذا الفيض الغامر من الحب والحنان لا يعني الإفساد والتدليل الزائد، ولكن الأم الناجحة هي التي تعطي كل هذا الحب والحنان والاهتمام، وفي نفس الوقت تكون حاسمة عندما يخطئ الابن أو يقصر لا تتهاون في أن تفهمه خطأه وتصلحه له، ولكن تشعره أنها ترفض تصرفه الخاطئ ولا ترفضه هو شخصيا.
ولكن في هذه السن كيف يفهم هو خطأه عندما يسكب الطعام أو يفعل شيئا يثير أعصابك دون أن يقصد فيجد أنك فجأة تتسبين له في ألم شديد وتغضبين ونتظرين له
نظرات حادة فيشعر بالخوف، ولكن دون أن يفهم شيئا.
أنا أدرك وأقدر كم تكونين أحيانا مرهقة ومتوترة من كثرة أعباء أمير، ومن
الظروف المحيطة بكم، ولكن أولا أمير ليس له ذنب في ذلك، وثانيا من أجل هذه
الظروف المحيطة بكم نريد أبناءنا أن يكونوا شخصيات قوية وواثقة من نفسها فلا
نساهم نحن في إضعاف شخصياتهم وجعلها مهزوزة عندما تخوننا أعصابنا ويغلبنا
التوتر فنثور عليهم دون ذنب منهم طبعا هذه الثلاث أو أربع مرات لا تؤثر عليه في هذه السن الصغيرة، ولكن أرجو أن تتوقفي تماما عن ضربه؛ لأنك تحتاجين في المستقبل أن يكون لك عنده رصيد من الحب والارتباط الشديد والانتماء لك حتى عندما تبدأ المرحلة التي تحتاجين فيها إلى توجيهه وتأنيبه تجدين منه حرصا على إرضائك وطاعتك.

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (5)

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (5)
 
 
س/ أنا أب لطفلة عمرها 8 أشهر، وهي أول طفلة لي.. مشكلتي هي كثرة بكائها وتعلقها المفرط بأمها، وقد تفاقمت هذه المشكلة بعد أن خضعت طفلتي إلى عملية جراحية في  فمها في شهرها السابع، والآن تصحو من النوم وهي تبكي، وقلنا
بأن هذا ردة فعل من المستشفى ومن العملية.
لذلك كنا شديدي الاهتمام بها، لكن دون جدوى؛ فهي تبكي تقريبًا في كل حالاتها،
خصوصًا عندما تتركها والدتها عندها تصرخ بصورة مؤلمة وكأن شيئًا يؤلمها، مع أنها من الناحية الصحية والحمد لله لا تشكو من شيء.
وفي إحدى المرات سمعنا من أحد أقاربنا الأكبر منا سنًّا أن تركها لكي لا تتعود
على هذا الدلال هو الحل، وفعلاً تركناها تبكي في فراشها دون أن نحملها فاستمرت بالبكاء الجنوني حوالي نصف ساعة وأخيرًا تعبت ونامت، وحاولنا بهذه الطريقة مرتين أو ثلاثة لكن إصرارها على البكاء الشديد ساور الشك في نفوسنا من جدوى هذه الطريقة. فما الطريقة التربوية النفسية لحل هذه المشكلة؟


من الطبيعي أن يكثر بكاء الطفلة في الشهور الأولى من العمر، وأن يكون ارتباطها
بوالدتها شديدًا، ثم يتحسن الأمر تدريجيًّا، سواء من ناحية البكاء، فتبدأ
الطفلة تتعلم كيف تعبر عما تريد دون البكاء، وكذلك تبدأ في التعود على اللعب
أو البقاء بمفردها بعض الوقت بعيدًا عن الأم، ولكن هذا يعتمد على تعويدنا
الطفلة على ذلك.
بمعنى أن الأم تبدأ في ترك الطفلة تلعب في غرفتها وتقوم هي لأداء أعمالها في
المنزل بعض الوقت وبالتدريج تعتاد الطفلة على ذلك، وكذلك يمكن أن تحاول تركه
مع الوالد أو الجدة وتنزل لقضاء بعض المهام، وهكذا يبدأ دخول أشخاص آخرين فى هذه الدائرة التي كانت تقتصر على الأم وهي دائرة الارتباط النفسي والعاطفي
الشديد، ولكن طبعًا تظل الأم لها المكانة المفضلة.
ولكن إذا لم نحاول مطلقًا تعويد الطفلة على أي شخص غير الأم فلا نتوقع من
الطفلة أن تقلل هي من نفسها ارتباطها الطبيعي والقوي بالأم.
وطبعًا لم توضح الرسالة طبيعة وسبب العملية التي أجريت لها، ولكن ربما بسبب
هذه الحالة المرضية التي كانت تعاني منها آية كان اهتمام الأم والأب شديدا
بها، وكانت هي تبكي كثيرًا ربما من الألم وربما لأسباب أخرى؛ فبعض الأطفال
يبكون كثيرًا دونما سبب واضح خلال السنة والنصف أو السنتين الأوليين، ولكن
النتيجة أنها كانت تحظى باهتمام كبير وحرص عليها وعلى عدم بكائها كثيرًا طوال
فترة مرضها والعملية.
ولهذا فقد اعتادت هي على البكاء كثيرًا وعلى الاهتمام والقرب الشديد من
والدتها بها، ومن غير الطبيعي أن نتوقع منها أنها من نفسها سوف تتفهم أن
العملية انتهت وأن حالتها الصحية أصبحت ممتازة فلا داعي للبكاء.
فهذا ليس من منطق الأطفال، ولكننا نتعامل مع الواقع الآن، وهو أن آية اعتادت
على كثرة البكاء والارتباط بوالدتها وليس الحل هو تركها تبكي؛ لأن هذا يعطيها
إحساسًا بعدم اهتمامنا بها وإهمالها، ولكننا نريد تعويدها بهدوء وصبر على عدم
البكاء وذلك بمحاولة البحث في كل مرة عن سبب بكائها أو إلهائها عن البكاء إذا
لم نجد سببًا.
بمعنى أن تحاول الأم اللعب معها أو الغناء لها أو إعطاءها شيئًا تلهو به أو
تشغل لها شريط كاسيت أغاني أطفال أو شريط فيديو أو تخرج بها إلى الشرفة، وأن تكثر التنزه بها وإخراجها في جو اجتماعي به أطفال آخرون حتى لا يظل عالمها كله هو البيت والأم والأب فقط؛ فالأطفال في هذه السن تتسع مداركهم ويملون البقاء في البيت، وهذا في حد ذاته ممكن أن يكون سبب بكائها.
أما ارتباطها بالأم فهو يكاد يكون طبيعيًّا وصحيًّا، ولكننا سنحاول أيضًا أن
نعودها عدم البكاء إذا غابت الأم وذلك تدريجيًّا بأن نحضر لها ألعابًا كثيرة
ونضعها لها أمامنا في الصالة مثلاً، وتحاول الأم تدرجيًّا أن تقوم قليلاً لأداء بعض المهام في البيت، وتعود لها بسرعة وتطيل المدة كل فترة، وإذا بكت الطفلة تحاول من الغرفة الأخرى أن تتحدث معها وتغني لها.
وكذلك يمكن الاستعانة بالمشاية التي يجلس الطفل فيها ويتحرك خلف الأم، وهذه
المشاية تعطيها إحساسًا بالحرية والاعتماد على النفس في الحركة والبعد قليلاً
عن الأم، وهكذا...
ليس هناك مشكلة وسلوكيات آية طبيعية في هذه السن.. هي فقط تحتاج للتعامل بهدوء وصبر.

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (4)

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (4)



س/ ابنتي البالغة من العمر أربعة أشهر فأنا أشعر أنها أكبر من سنها حتى إنها تريد أن تكبر بسرعة قد تقول هذا مقال كل أم، فكل أم تعتبر ابنها أو ابنتها ذكيًّا. فعندما أحدثها وأنا دائمة الحديث معها أشعرها ترد علي وبنفس النبرة التي أتكلم معها، وحركاتها تظهر أنها أكبر من سنها، ولكن مشكلتي معها أنها لا تحب أن تجلس على ظهرها أبدًا حتى الجلوس في الكرسي ترفضه بتاتًا إلا عند الطعام بعد أن أحاول أن أنسيها أنها على الكرسي بمناغاتها والغناء لها وملاعبتها، وهي متعلقة جدًّا بي حتى إنني لا أستطيع أن أنجز أعمالي وهي مستيقظة، ففكر والدها أن يشتري لها "عربية" لتتجول فيها وتمشي خلفي أينما ذهبت، فبذلك تنسى شبح السرير والكرسي، وأكون أمامها أينما تحركت، وأحيانًا لا أعرف كيف أتصرف معها فهي تُصِرّ على أن تبقى محمولة حتى لو كنت جالسة أمامها، ولقد سمعت أن كثرة حمل الصغير قد تؤثر على نموه.
فما الطريقة التي أتعامل بها معها لأخفف الضغط عليّ، وبنفس الوقت لا أؤثر على
نفسيتها؟ وما هي الألعاب والأساليب التي باستطاعتي أن ألاعبها إياها وأتعامل
بها معها لتنمية ذكائها وربطها بالعالم الخارجي؟

 
 
إن الطفل يحتاج من أول يوم أن تحدثه أمه، وتغني له وأن تستخدم لغة الجسد في التواصل معه، فتلمس وجهه وتداعب كفيه الصغيرتين وقدميه، فهذا يشعره بالأمان وبالحب وبأنه مرغوب فيه ومرحب به في هذا العالم.
ومن العجب أن الأطفال لديهم مقياس شديد الحساسية لصدق المشاعروالاهتمام
الحقيقي، فيشعرون بالأم حين تؤدي هذا الدور بصدق وتفرغ، وحين تعطي طفلها وقتًا خالصًا له تجلس معه تحادثه وتنظرفي عينيه، وتحاول أن تفهم نظراته وحركاته وتدع له فرصة يستوعب ويفهم نبرات صوتها بهدوء ويحفظ ملامح وجهها، ويشعر بالأمان بين ذراعيها، ويستمتع بهدهدة أقدامها فيتفاعل معها ويرتبط بها، وتكون هذه هي البداية الصحيحة لعلاقة قوية وصحية مدى العمر.
ويشعرون بالأم حين تكون غير مقتنعة بأهمية هذا الدور فتؤديه بلا روح وأثناء
انشغالها بأعمال أخرى، فلا يبوحون لها بأسرار الطفولة الجميلة.
وفى هذه الحالة فالام من النوع الأول؛ ولذا فمن الواضح أن  الطفلة تفهمها  وهذا طبيعي ومطلوب؛ ولهذا فإن الدراسات الحديثة كلها تؤكد أهمية هذه المرحلة في تنمية ذكاء الطفل وتحفيز قدراته، ووجدوا أن معظم الأطفال حين يولدون تكون عندهم تقريبًا نفس الإمكانيات والقدرات ومستوى الذكاء، ولكنها في انتظار من ينميها ويحفزها للعمل، فإذا وجدت من يهتم بها وينميها ويثيرها نجد طفلنا ذكيًّا واعيًا قوي الملاحظة سريع التفاعل، ونشعر أنه يفهم أكثر من الطبيعي، وأنه يسبق سنه في الفهم والإدراك،
ولكن الحقيقة أن هذا هو الطبيعي، وأننا فقط أحسنا الاهتمام بمواهبه وقدراته، وتعهدنا ذكاءه بالاهتمام، والعجيب أن الوقت المتاح لذلك هو السنة الأولى من العمر، بل الشهور الأولى منها، وإلا ظلت هذه الإمكانيات في مستوياتها الطبيعية، ولم نحسن استغلال هذه الفرصة المتاحة، إنها مثل الضوء الذي يومض فترة وجيزة ثم يخبو.
ليس معنى هذا أن الطفل سيكون أقل من المستوى في الذكاء، لكن كان من الممكن أن تكون قدراته أعلى من ذلك، خاصة وأن قدرات الإنسان الذهنية لم تَعُد تقاس فقط بالمستوى المجرد للذكاء، ولكن أيضًا قوة الملاحظة وسرعة البديهة، والاستجابات السريعة، وردود الأفعال المناسبة والصحيحة، والثقة بالنفس، وغيرها...، وهذه كلها أمور مكتسبة بالخبرة والتربية والتجربة والاهتمام.
ومما أثبت هذه الأبحاث فعلاً أنه حتى الأطفال المعوقين ذهنيًّا والذين بالفعل
ذكاؤهم دون المتوسط إذا تم الاهتمام بهم والتعامل معهم والتفاعل معهم وإعطاؤهم الحب والحنان والاهتمام بالحديث والغناء ومحاولة تنمية المهارات منذ الشهور الأولى في العمر يكون مستقبلهم في التعلم والتعامل مع الحياة واكتساب المهارات
أفضل وأسرع ممن يماثلونهم في الظروف ومستوى الذكاء، ولكن لم يحظوا بنفس الاهتمام.
ولكن طبعًا ضريبة ذلك هو الارتباط الشديد بينك وبين سمية وهو ارتباط صحي، فهي تحبك وتفتقدك وتفتقد اهتمامك وغناءك لها، بل وتمل من الجلوس بمفردها أو مستلقية على ظهرها؛ لأن مداركها قد اتسعت، وتريد أن تتعرف على ما يجري حولها وتفهم هذا العالم الغامض الجديد عليها، ومعنى هذا أنك نجحت جدًّا، وأن رسالتك وصلت، وأنك نجحت فعلاً في استفزاز منبهات ومستقبلات الذكاء والتركيز والملاحظة والفضول لديها.
المشكلة أن هذا يزيد العبء عليك؛ لأنها حين تكون مستيقظة تريدك أن تكوني
بجانبها وهذه ضريبة متعبة، ولكنها جميلة وممتعة أدعوك لأدائها وأنت سعيدة،
ولكن حاولي تنظيم وقتك وفكرة العربة المتحركة ممتازة جدًّا وصائبة؛ لأنها
ستتيح لها التواجد معك في كل مكان في البيت، وتتيح لك الاهتمام بها والحديث
معها والغناء لها، وسيزداد هذا أهمية وتطورًا مع كل شهر تكبره سمية.
حمل الطفل بكثرة لا يؤثر على نموه ولا يضره في شيء وفي المرحلة السنية التي فيها سمية الآن تكون رغبتها قوية في أن تظل محمولة، أولاً لارتباطها الشديد بك، وثانيًا لأنها لا تسطيع الجلوس بمفردها، ولم تَعُد تريد النوم مستلقية على ظهرها، ولكن مع نموها وعندما تستطيع الجلوس بمفردها ستقل شيئًا فشيئًا هذه المشكلة، ومع الحبو واستطاعتها التحرك بمفردها ستتحول معاناتك إلى ملاحقتها في كل أرجاء المنزل.
إن الطفلة الآن في مرحلة التجربة ومحاولة التعرف على كل شيء، فالألعاب ذات الأصوات والألعاب المتحركة والألعاب الملونة كل هذه تلفت نظرها وتنبه حواسها وتنمي ذكاءها، وعندما تتمكن من التحكم في يديها والإمساك باللعب يجيء دور المكعبات وألعاب التركيب، وهكذا مع كل تطور في نموها وإدراكها.. ابحثي عما
يثير ويستفز حواسها، ولا تغفلي دور القصص المصورة والملونة التي تحكيها لها، بينما تشاهد هي الصور وكذلك أفلام الرسوم المتحركة، واحرصي على مشاركتها اللعب ومراقبتها وهي تلعب حتى تلاحظي وتفهمي طريقة تفكيرها وتعرفي ما تحبه وما تحتاجه من ألعاب.
س/ مشكلتي أننا تغربنا (أنا وزوجي) عن الوطن والأهل في سبيل تحصيل العلم، وقدّر الله لنا في هذه البلاد أن نرزق بطفل؛ ففكرنا أن نتركه في رعاية أهلنا فترة سنة حتى نرتب أمورنا (عمره الآن 4 أشهر)، وبذلك نكون قد اخترنا أخف الضررين فما هي السلبيات والإيجابيات؟ وهل يؤثر بعد الولد عنا على نفسيته؟ وهل لذلك آثار سلبية عند الكبر؟ وأود أن أضيف أن الحلول الأخرى أن نضعه لدى حاضنة أو أترك الدراسة .
إن الكثير تحدثوا عن الطفل غيرالمرغوب فيه وأثرذلك على نموه النفسي، وما
يترتب على ذلك من آثارنفسية في مستقبل حياته، ويعد "إريك أريكسون" كان من أفضل من شرح وأوضح هذا الأمرفي نظريته للنموالنفسي والتي قسَّم فيها البشر إلى قسمين: قسم ينمو بطريقة نفسية صحيحة، وقسم ينمو بطريقة نفسية غير صحيحة أو غير سوية، وقسَّم مراحل النمو النفسي للإنسان إلى ثماني مراحل.
تبدأ المرحلة الأولى منها منذ لحظة ولادة الإنسان وحتى نهاية العام الأول من
عمره، وقرَّر فيها أن الطفل يشعر منذ الولادة بالعالم من حوله فإن شعر أنه غيرمرغوب فيه، وأنه لا يحصل على ما يحتاجه من حب ودفء وحنان ورعاية فإنه يشعر أن العالم حوله عالم عدائي فيشعر بالقلق، والاضطراب، وعدم الاطمئنان. وهكذا تسلم هذه المرحلة الأولى الطفل للمراحل التالية طفلاً مضطربًا لا يثق في نفسه أو فيمن حوله، وقد يصل إلى مرحلة المرض النفسي في شبابه، ثم الإحساس بالفشل في خريف حياته وعدم الرضاء عما أنجزه.. ولا ينفرد "إريك أريكسون" بأهمية السنة الأولى أو السنوات الأولى في حياة الطفل ودورها في نموه كما أسلفنا، بل تشترك مدارس عديدة في علم النفس في بيان أهمية هذه السنوات وإن اختلفت مداخلهم وتفسيراتهم حسب طبيعة المدرسة وفرضياتها.
ولكن الكل يشترك في ضرورة أن ينمو الطفل في كنف والديه الأب والأم، وأن يحصل منهما على الشعور بالأمان والحب والطمأنينة، وفي دراسات عديدة وُجِد أن الأطفال الذين يُتَربَّون في غياب أحد الأبوين يكون أكثر عرضة للإحساس بالقلق والتوتر وللحركات القهرية مع عدم قدرته على التواصل مع الآخرين، وعدم قدرته على إقامة حياة زوجية في المستقبل، بل وعدم قدرته على التعامل مع أطفالهم إذا أنجبوا.. والواقع العملي أثبت ذلك، فمن خلال عملي في مركز الاستشارات النفسية التقيت بكثير من الأطفال الذين تعرضوا لتجربة قيام الآباء بتسليمهم للأجداد للقيام على تربيتهم نتيجة لظروف السفر أو العمل، فوجدت أن هؤلاء الأطفال يُكنُّون شعورًا عدائيًّا ناحية ذويهم، ويرفضون التواصل معهم ويرغبون في العودة إلى أجدادهم، حيث حصلوا على تربيتهم الأولى معتبرين أنفسهم غرباء عن البيت الجديد الذي انضموا إليه، وهو بيت الأب والأم الأصليين ولسان حالهم يقول لآبائهم: لقد فرطتم فينا فلماذا تبحثون عنا الآن؟ ولماذا تريدون أن ننضم وننتمي إليكم؟‍ لقد تكرر ذلك في أكثر من حالة، والعجيب أنها نفس المشاعر تقريبًا تتكرر في مختلف الحالات، والآباء والأمهات في حالة إحباط شديد من شعور وتصرف أبنائهم حيالهم.
وعند ذلك يحتاج علاج الأمر إلى مجهود شديد قد يستدعي تدخل الطبيب النفسي مع صبر شديد من الآباء والأمهات لإصلاح تلك السلبيات، وفي الغالب ما تظل الآثار السلبية الناتجة عن هذه الفترة من غير علاج.. والأمر لا يقاس بالسلبيات
والإيجابيات وأيهما أكثر أو أقل؛ لأننا نتعامل مع نفس بشرية نحن مسئولون عنها
ومسئولون عن سوائها النفسي.. ولا يمكن للإنسان أن يحقق أو يحصل على كل شيء وليست المسألة أخف الضررين، فالضررالواقع على نفسية الطفل سيمتد معه طوال حياته.
ولي هناك جوانب إيجابية في بُعْد ابنك عنك سوى راحتك وراحة زوجك ورغبتكما في تحصيل العلم زلكن فى حقيقة الأمر لا يعوض الابن الشعور بالدفء والأمان والراحة أي شخص آخر سوى الوالدين، مهما كان هذا الشخص مهتمًّا أو ذا خبرة خاصة للأطفال الرضع.
ففراق الابن لوالديه خاصة قبل إتمام ثلاثة أعوام له آثار سلبية كبيرة منها:
1 - تدهور حالته الصحية، خاصة أنه سيحرم من الرضاعة الطبيعية التي لا تعوض.
2 - تعدد المسئولين في تربية الطفل وما يترتب عليه من اختلاف أو تضارب في
أساليب التربية، ويؤدي بلا شك لاضطراب في سلوك الطفل (العدوانية - الانطواء
-...).
3 - تَفْقِد علاقة الوالدين بالابن المعنى الأصلي لها، فلا يكون الأب والأم
سوى "بنك" يصرف ولا يعرف شيئًا عن الطفل "وأشد خصوصياته"،
فلا معنى أن نطلب من طفل لم يستمتع بحنان ورعاية والديه أن يعرف معنى لبر
الوالدين.
ولحل هذه المشكلة هناك خياران :
1 - أن تؤجلي دراستك حتى يشتد عود طفلك ويتعدى العامين وترسليه لحضانة تثقين
فيها.
2 - أن تبحثي عن حضانة قريبة لمحل دراستك وتستمري فيها بما في ذلك من مشقة عليك وعليه، فمهما كانت أضرار ذلك فهي بلا شك أخف بكثير من حرمانه الكلي لرعايتك له، وتذكري أن رضاعته من ثديك لها أبعاد صحية ونفسية شديدة التأثير عليه الآن ومستقبلاً... وتذكري أن الرعاية في الصغر = البر في الكبر.

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (3)

استشارات تربوية من من عمر يوم إلى عمر سنة (3)

س/ أشعر أن ابنتي ذات ذكاء حاد، وأشعر بذلك من فهمها لبعض الكلمات

والإشارات وتقليدها لبعض الحركات القليلة وربطها بين الكلمات والأفعال، مثلاً

حين أقول سلمى تمد يدها اليمنى وتضعها في يدي وتحركها، ولكني أريد أن أتأكد من ذلك، وأريد أن أعرف ما هي الاختبارات النفسية والذهنية المناسبة لهذه السن؟

وهل هناك نوعية معينة من الألعاب التي يمكن أن تساعد في نمو ذكاء الطفل.


هناك بعض النقاط الهامة في مسألة الذكاء وتنميته سأعرضها لك بإيجاز على أن تنظر في تفصيلاتها في عدد من الاستشارات التي أوردها لك في نهاية حديثي:  

- المخ كائن وجداني ينشطه الأمن ويحجمه التوتر؛ ولذا دعنا نؤكد مرارًا وتكرارًا على أهمية البيئة الهادئة التي تكفل للطفل وسطًا ملائمًا لتشبع ما يقدم له من أوجه تنمية، فالحب البداية الأولى بما يستشعره الطفل عبر ملامساتنا له ومناغاتنا معه والتربيت والملامح المبتسمة والهدهدة والمزاح واللعب وقضاء الوقت بانغماس ومشاركة حقيقية. المهم أن يفهم ويشعر ويسمع طفلنا أننا نحبه.

هذه هي الخطوة الأولى والمستمرة في كل مراحل عمر ابنتك.



- علينا النظر لتربية متكاملة تهتم بالتنمية العقلية جنبًا إلى جنب مع التنمية

الوجدانية والحركية، فلا مجال للتجزئة لننضج شخصية متكاملة.

- هناك عدد من الذكاوات التي توجد عند كل فرد بنسب متفاوتة. ولكن أؤكد على ضرورة تنمية كل الأنواع لأقص حيز ممكن للطفل. وفي نفس الوقت نولي اهتمامًا مضافًا لأنواع الذكاء العالية لديه على اعتبار أنها مؤشر لنقاط القوة والتمييز لدى هذا الطفل. وما يمكننا عمله دائمًا هو توسيع دائرة التجربة والخبرة أمام طفلنا من لحظة الميلاد.. وذلك لأنه هناك دائمًا إمكانية لنمو كل أنواع الذكاء لدى الإنسان على أن نعرف الطريق لذلك.



- تزداد الوصلات بين المخ بزيادة الخبرات التي يتعرض لها الطفل. وكثافة هذه الوصلات هي المسئولة عن كفاءة أداء المخ بما يعني ضرورة تعريض أطفالنا لعدد من الخبرات المختلفة عبر حواسه، ولكن أيضًا بدون استثارة زائدة.



- مرحلة ابنك العمرية هي مرحلة النمو الحسي الحركي، أي أن أي تنمية تكون عن طريق حواسه الخمس إضافة للحركة. بما يعني أن عليكم البحث عن عدد من الأنشطة والألعاب التي تستثير حواس طفلكم الحبيب. وسأورد لكم بعض هذه الأنشطة فضلاً عن أن أي حركة أو لعبة أو نشاط يقوم به الطفل يمكننا اعتباره أداة لنمو (المخ) وبالتالي نمو الذكاء.



أدرك شغف الوالدية للمرة الأولى بتتبع كل صغيرة وكبيرة يؤتيها الطفل. وهذا جيد بلا شك. والاهتمام والمتابعة أمر لهو نعم الوالدية الواعية. ودعني أقول كلمة واحدة في هذا الأمر: تابع وراقب واسأل عن كل ما تظنه وما لا تعرفه وما تريد التحقق بشأنه؛ ولكن على ألا تفرط في توقعاتك بما قد يثقل على طفلك نفسه.

ولدينا دائمًا طرق لنتعرف مستوى أداء طفلنا ومستوى نموه في كل مناحي النمو (وليس العقلي وحده). وأول هذه الطرق:



- معرفة طبيعة النمو في كل مرحلة عمرية يمر بها الطفل. وهذا عن طريق القراءة والسؤال.

- الملاحظة الجيدة لطفلك وتدوين الملاحظات لتكون حاضرة وقت رغبتك في السؤال أو الاستفسار عن شيء.

- متابعة طبيب أطفال باستمرار خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل.



وسأذكر لك بعض سمات النمو في مرحلة ابنتك العمرية: وهي في مناحٍ عدة:

نمو حركي - نمو جسمي - نمو وجداني - نمو عقلي - نمو لغوي.

وتبعًا لما أورده بياجيه كمظاهر نمو عقلي:



- فإن مرحلة (8 - 12 شهرًا) هي مرحلة تناسق ردود الفعل، أي أن الاستجابات تصبح متناسقة مع المثيرات. وتصبح الأفعال مقصودة، كوصول الطفل وراء الحاجز ليجد شيئًا مختفيًا.



- أما النمو الحركي: فإن الطفل تصبح لديه قدرة على التحكم في القدمين

والساقين، ويمكنه أن يقف.



- النمو اللغوي: يمكنه أن يقول كلمة أو كلمتين، يقلد الأصوات ويستجيب لبعض الأوامر البسيطة. ويمكننا أن نساعد النمو اللغوي لدى الطفل بعدد من الوسائل:

* تأكد تمامًا من عدم التهاب الأذن. وعالجا الأمر بدقة إذا ما أصيبت به الطفلة .



* تحدث تحدث تحدث: اروِ لطفلتك كل ما يحدث حوله ونوِّع في نغمات صوتك لتكسبه حساسية أعلى للإحساس بالمحيطين وفهمهم. وكذلك لتساعدها أن يتعرف الانفعالات المختلفة. اسألها دومًا وإن لم يمكنها إجابتك: هل تري ما أفعل؟.. إننا نُعِدّ حمامًا دافئًا لسلمى. مدي يديك.. هل تشعرين أن الماء دافئًا.. حاولا وضوح النطق السليم معها. وحاولا ربط الشيء باسمه. أو الحركة باسمها أو الوصف. وهكذا

ساعدوها لتتعرف على عدد من المسميات والأفعال والأوصاف والمشاعر، أؤكد: حاولا تعريفها مسميات المشاعر المختلفة. هذا يساعدها كثيرًا في تعبيرها عن نفسها فيما بعد، بل وتعرف إحساس الآخرين بدقة، وهذا نوع من الذكاء الذي تفرد له في بلاد كثيرة مناهج للتعلم. نحن كمسلمين أولى بها لكونها ديننا الذي نزل به على أرحم العباد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.



*اقرأ اقرأ اقرأ: هذا أحد الأنشطة الهامة جدًّا مع الطفل. فتساعد في عدد من الأشياء في وقت واحد: التنمية اللغوية - ازدياد المعارف - النمو العقلي - تخصيص وقت للمشاركة مع الطفل - اعتياد القراءة يساعد جدًّا في التفوق الدراسي...



ولذا حاولا ربط طفلتكم الحبيبة بالكتاب. اختارا لها بعض الكتب المصورة ذات

الغلاف السميك من قصص صغيرة ملونة، ثم قصص طويلة، وهكذا... وربما  يمكنكما اصطحابها لشراء بعض الكتب أو لاستعاراتها من المكتبة العامة. وهناك عدد من المكتبات العامة التي تعير كتب الأطفال (وحيث إنكما من مصر فيمكنني أن أنصحكما بمكتبة مبارك العامة في الجيزة، إضافة لفروع عدة من مكتبات جمعية الرعاية المتكاملة).



* أسمعا سلمى القرآن الكريم بانتظام. وربما استمتعت طفلتكم بالقرآن المرتل

أكثر. (هذه هي تجربتي الشخصية مع أولادي)، ويمكن أيضًا شراء شرائط المصحف المعلم، فصوت أطفال يرتلون القرآن يجذب انتباهها، فضلاً عن تحفيزها فيما بعد للحفظ.



* احكِ لطفلتك قصصًا كثيرة. نغّم صوتك، عبّر بوجهك، وربما صاحبت ذلك ببعض العرائس أو الحركات التمثيلية.



* اتبعا قيادة الطفلة : فإذا أبدت اهتمامًا بصورة معينة في كتاب استمرا في الحديث عنها. وحاولا أن تريا مجسمًا لما تعبر عنه الصورة (مركب - حيوان - سيارة...)،

واسألا حول ما تراه واربطاه لفظيًّا. ويمكن أن تسجلا كلمات الطفل أو محاولات نطقه ليسمعها بنفسه.



* اقتصدا جدًّا قدر الإمكان من تعرض سلمى للتليفزيون والكمبيوتر. فقد أوصت الأكاديمية الأمريكية بعدم السماح للطفل قبل العامين من مشاهدة التليفزيون.

وتحديد المدة الزمنية فيما بعد السنتين بما لا يتعدى ساعتين غير متواصلتين على مدار اليوم. على أن تكون المادة التي يتعرض لها الطفل مما يناسب سنه. ومما يعتبر آمنًا وخاليًا من العنف أو الخروج عن الآداب.



ومن ناحية أخرى فإن التليفزيون لا يتفاعل مع الطفل ولا يستجيب له. والتفاعل

والاستجابة أهم محفزين في عملية التعلم. اذهبا في رحلات لحديقة الحيوان

والمتاحف وغيره، ولا تنسَ دور المعلق الرياضي الذي تقومان به مع سلمى. تذكرا دائمًا المعلق الرياضي.



- النمو الوجداني: يخاف الطفل في هذه المرحلة من الغرباء، يلوح بيديه مسلمًا

على أحد. يفهم كلمة لا. يأخذ الأشياء ويعطيها. ولديه حب استطلاع وفضول وحب استكشاف. وهذا يضع ضمن مسئوليات الأهل إفساح المجال وتوفير بيئة آمنة للطفل ليمارس هذه العملية التي تعتبر المحفز الأول على التعلم والتنمية بالتالي.

ويمكن أن يتم ذلك بدون توتر وملاحقة دائمة للطفل:

* اترك بعض الأدراج في متناول يده يمكنه فتحها واستكشاف محتوياتها. على أن تكون آمنة بالطبع، ومما لا يخاف الأهل عليه. كما يمكنك إغلاق بقية الأدراج بالمفاتيح.



* اترك في الخزانات السفلية من المطبخ بعض الأدوات التي يمكن للطفل أن يلعب بها. عدد من الأطباق البلاستيكية. عدد من العلب المتدرجة، دقاقة صغيرة يمكنها الطرق بها واستكشاف الأصوات الناتجة عن الطرق على الأشياء المختلفة. زجاجات يمكنه فتح غطائها ولفه في الاتجاهين، وغير ذلك الكثير.



المهم أن نعلم أن كل ما يصل ليد الطفل هو بمثابة لعبة رائعة ومجالاً جيدًا

للاستكشاف والتعلم والتنمية؛ ولذا لا تحرم هذه الفرصة، بل نظمها لها.



هناك نقطة أخيرة أردت أن ألفت إليها الانتباه: هناك بعض الأنشطة التي تنمي

شيئًا ما على أن هذا النشاط في أغلب الحالات يمكن أن ينمي عدة مساحات في وقت واحد. ليس هناك فصل بين جزئيات الإنسان. فما نورده أحيانًا على أنه لتنمية نوع من الذكاء، للحق فهو يسهم في تنمية أنواع أخرى وصفات أخرى.



ولذا إذا ما علمنا كنه ما نحن بصدد تنميته أمكننا دائمًا ابتداع عدد لا نهائي

من الأنشطة؛ فضلاً عن الاستفادة المركبة من كل نشاط نؤديه مع أطفالنا.



س/ ابنتي مارية تبلغ من العمر7 أشهر تقريبًا، كثيرة البكاء والغضب وفى بعض الأحيان أتركها تبكى وتصرخ ولا أحثها بسسب بعض الأشغال بالمنزل  وأنا خائفة أن يؤثرذلك على نفسيتها ويفقدها الثقة بنفسها كما قرأت، وكذلك عند رؤيتها أي شخص تبكي بسرعة، وقد سببت لي الإحراج والتعب، فلا أعرف كيف أتعامل معها، وهل هذا يسمى دلالاً أم ماذا؟

إن ما ذكرته من مشكلات تشعرين بها مع ابنتك يمكن تحديدها فيما يلي ونتناوله بالتفنيد بعد ذلك:

1- كثيرة الغضب والبكاء عندما تتركينها.

2- ترغب في الحمل باستمرار.

3- تبكي عند رؤية الأغراب.

ونبدأ بالبكاء وهو إلى الآن وسيلة مارية للتعبير عن رغباتها، وهي باستمرار

ترغب في مصاحبتك فأنت متعتها وسعادتها وأمنها وعالمها كله، وبالتالي فالتصاقها بك ورغبتها في مصاحبتك أمر طبيعي ومبرر، ولكن غالبًا ما يشعر الآباء تجاه طفلهم الأول بالحيرة؛ فهذا الطفل كائن عزيز للغاية ومزعج للغاية، ولا نعرف كيف نعامله.

بما أنه لا بد من تحديد مواعيد لرضعات ووجبات ابنتك فسيصبح هناك

بالتالي أوقات ليست للابنة حاجة حقيقية للوجود معك لحاجة بيولوجية ملحة إلا

السعادة بالتواجد معك، وطفلتك في عمرها هذا في مرحلة ترغب فيها بالاستقلال عنك، ولكن سلوكك معها كأم هو الذي يجعلها تختار بين الاعتماد المطلق عليك أو الاستقلال عنك، فإما أشعرتها بكونك ستارًا حديديا من الحماية تلجأ إليه مع كل مشكلة تضايقها مما يعوقها عن الاستقلال، وإما وفرت لها مجالا آمنا للاستكشاف والانطلاق والاستقلال.

أرجو ألا يفهم من كلامي أن ترك الطفلة تبكي وتصرخ بلا إجابة تصرف سليم، ولكن أقصد ألا تستسلمي للصراخ والبكاء -إن كان لا يوجد هناك داعٍ لهما من جوع أو ألم– كوسيلة للضغط، وأن تلعبي مع ابنتك، ولكن وقت استعدادك لذلك وليس في الوقت الذي تفرضه هي بصراخها... ويصبح البديل أن تتعود أن هناك وقتًا للعبك معها وآخر لأداء مهامك ينتهي سريعا لكيلا ترتبط بك ارتباطًا يمنعها القدرة على الاعتماد على النفس.

يبقى السؤال: كيف تقضي وقتها حال انشغالك عنها؟

إنها في سن يمكنها فيها الحبو والجلوس ومسك الألعاب المطاطية والدمى.. فوفري لها بيئة آمنة من الحواف المؤذية ومقابس الكهرباء والأجسام الحادة أو

البلاستيكية الصغيرة التي يمكن ابتلاعها، واتركيها تلعب بهذه الألعاب تحت

رعايتك من حين لآخر دون الاستجابة لرغبتها في الحمل حتى تعتاد أن لكل شيء وقته، ولا يصبح البكاء والصراخ مترادفًا مع تحقيق ما تريد.

وطالعي ما يلي:

- الاستمتاع بالأمومة ليس مستحيلا.

أعتقد أننا فندنا الشكوى الأولى وكذلك الثانية، أما الثالثة وهي مسألة الخوف

من الغرباء فهي أمر ما زال الحكم عليه مبكرا جدا في سنها تلك، ولعل الخروج للحدائق العامة والمتنزهات والزيارات العائلية مما يتيح للطفلة فرصة التعرف على أنماط كثيرة من البشر وتقرب المسافات بينها وبين الغرباء، ويمكنك الاطلاع على الاستشارة التالية للمزيد عن هذه الجزئية:

- الخوف من الغرباء مشكلة لها حل

- التأقلم مع الغرباء.. مسألة وقت

وبوجه عام فعلاقتك بابنتك كسفينة تديرين دفتها بحسب الظروف المواتية لتصل بكما لبر الأمان هو ما يؤكد أن المهم في أي معاملة بينكما أن يسودها الحنو والرحمة والود والإقناع، فحين تتركينها -مثلا– لأداء أعمالك المنزلية فلا بد أن

تقنعيها بنظرات عينيك الواثقة أنها ستستمتع باللعب بالدمية أو بجمع قطع اللعب

الملونة وأنك لا تتركينها كمًّا مهملا حتى تمل البكاء، وحين تحمليها احرصي على ألا يبدو ذلك تحت ضغط بكائها أو صراخها بل لبداية فقراتكما اليومية من اللعب والمرح، وتأكدي أن الاعتياد وإن صعب في بدايته.. لكنه أمر حتمي نتيجة التكرار بدون تردد أو قلق، وتأكدي أن الطفل يفعل ما اعتاده وليس ما يعلم أنه صواب؛ لأنه ببساطة لا يدرك معنى الخطأ والصواب في السن الصغيرة تلك.

إن ثمة مثلا قديمًا يقول: "نقطة من العسل تصيد من الذباب

أكثر مما يصيده برميل من العلقم"، وكذلك الحال مع البشر وبالأخص أطفالنا؛

فإشعارهم بالمودة والمحبة والعطف -بتوازن ودون إفراط في التدليل– والابتسامة

الصادقة تفعل فعلها في نفسية الصغار، وتبني جسورًا حقيقية من المحبة والود بين الطرفين، وفتح الذراعين للأبناء لعناقهم يعطي الصغار الكثير من الثقة

والاطمئنان والشعور بمحبة الوالدين، وهو ما لا يقدر لديهم بأي شيء آخر في

الحياة.