منتديات متخصص - كل الأقسام

تعدد نقط البداية

تعدد نقط البداية


عند تصفحي لرسائل البريد الأليكتروني أجد لهفة في النفس ووعوداً للغد بأن نكون أفضل أن نتخذ القرار الصحيح .. ونتعامل معه وكأنه طفل وليد سوف يولد في هذه اللحظة فعلينا تأجيل مجيئه لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بالإنسان أو الشخصية السيئة التي نعيشها ..نجد رسالة تقول سوف أبدأ عندما أدق باب الثلاثين وأخرى تقول بعد الزواج وثالثة تقول عندما يكبر السن لكن الآن أستمتع بشبابي ورابعة تقول مع قدوم رمضان وآخر مع بداية العام وبعد أسبوع ومن الغد ..حتي العبادات أجد البعض يتحرق ألماً من تضييعها ولكنه مع هذه الحرقة يؤجل إلي الغد أو لأسبوع أو بداية رمضان .. ولكن أما وإننا قد بلغنا رشدنا وأصبحنا مسئولين فلم لا نبدأ الآن بعد أن ظهرت لنا أضواء القرار الصحيح لم لاننتقل مباشرة إليه .. إن القرار الصحيح والعمل الجيد ليس بيننا وبينه مسافة جغرافية نقف نحن عند نقطة وهو عند النقطة الأخرى إن القرار والفعل الصحيح بين أيدينا الآن فهو يشاركنا أفعالنا الخاطئة وهو يأمل أن نلتفت إليه , ويحاول أن يلفت الإنتباه بوخز الضمير..فهو لا ينفك في طلبنا ولكننا نتعامل معه تعاملنا مع أطفالنا فإذا ما طلب منا أطفالنا شيئاً ونحن في خلواتنا .. فإننا نري أنفسنا أحراراً لبينا لهم حاجتهم كاملة أو منقوصة .تفاوضنا معهم حرمناهم أو نهرناهم كذلك نتعامل مع الخطأ فإننا حسب الضمير ودرجة الإلتزام بالتكاليف , وأحياناً عندما يأتي ضيف نقوم بإخراج أبنائنا بنظرة ذات مغزى .تعني إياك أن تستغل الموقف . وربما رتبنا قبل مجيء الضيف..كذلك يتعامل البعض مع الطاعات فإذا زارتها جارتها زادت الإحساس بواجب التكاليف , ربما تعذرت مسبقاً , فهى دائماً مشغولة. أما إذا جاءتها شبيهة لها فإنها حبيبتها التي تتفق معها في ضرب الضمير بحذاء التجاهل .. فلا أذان يسمع .. ولا موسيقي محرمة .. ولا نميمة قاتلة .. ولا كذب وإدعاء ما هو مفقود نخشاه . ودفتر الإنجازات الوهمية قائم وينسحب هذا الشعور تلقائياً إلي الحياة الزوجية فتشعر المرأة وكأنها تعيش حالة من النفاق الزوجي ..فالزوج المتهم دون أدلة سوى مبرر داخلي للتقصير فى حقه والانتقاص من قدره.. والحي لا يناسبها ..ومكان ما ذهبت إليه في أحلامها أو حملتها الحياة إليه عاملة لا سيدة تحلم وتتمني أن تكون سيدته , تاركة خلفها كل الماضي وصانعة لجدار أو سور عالٍ من الأكاذيب ..إن طفلك أو ضميرك يحتاج أن تستمعي إليه فأنت تحتاجي إلي الرغبة الحقيقية في التفوق .. وتطهير مشاعرك من رجس الأفكار الشيطانية وفتح الآذان لما نحب , والبحث عن الأشياء التي تجمعك وتوحدك معه , إنك في حاجة إلي خلق رابط أعمق يواجه التحديات التي تواجه علاقتنا العاطفية ونشعر أن العناية بالعلاقة العاطفية كالعلاقة بحديقة منزلنا تحتاج إلي العناية اليومية التي نعلم علم اليقين أنها تختلف عن عنايتنا البشرية بطفل أو من حولنا ..إننا نتعلم ونبحث عن أفضل الطرق للعناية بالحشائش الخضراء ونعلم أن العناية بشجرة الياسمين ليست كالعناية بالحشائش .. فإن كنا نفرق بين الحشائش والياسمين فلم لا نعلم أن شركاءنا يختلفون في احتياجاتهم عنا , وأن احتياجاتهم هذه لا يمكن مهما كانت قدراتهم أن يقدموها لأنفسهم لأن الله خلقنا هكذا ليعمر الكون فنحن في احتياج دائم لمن حولنا...وفي احتياج أكثر للنظر لعلاقتنا بخالقنا . وأن نعبده كما أمرنا لا كما نريد نحن .. بالدين الذي أرسل به ملائكته إلي رسوله صلي الله عليه وسلم ..لا بالدين الذي صورته لنا عقولنا , حتي ننجو من أول محطات الآخرة وهو القبر.