العزاء اليوم
الحقيقة أني ملتزمة والحمد لله وسعيدة جداً بهذا الإلتزام .. وأردت زوجاً متديناً يراعي في زوجته حق الدين والإنسانية.. وتقدم لي الكثير فكنت أرفض حتي جاء فارس أحلامي .. لحيته ليست بالطويلة بل زادته وسامة ملتزم يعرف حق الله وحق إخوانه في الأمة الإسلامية وتزوجنا وكنت في غاية السعادة . ولكن مع أيام الزواج الأولي لم أعجبه وقال لقد خدع في إختيارى فهو عندما بحث عن زوجة كان يبحث عن شبيهة أسماء بنت أبي بكر الصديق والصحابيات المجاهدات .. وهنا كانت صدمتي .. فهو لايريد رومانسية , فكيف أفكر في الشموع الحمراء واللمسة الحانية والقبلة الرقيقة وتلامس الأجساد.. وهناك الإخوة في فلسطين يقتلون وإخواننا في العراق وأفغانستان وبورما يقتلون فكل يوم لنا عزاء ..فإذا هدأت الدنيا فأين نحن من الجوعي في الصومال والمشردين في أدغال أفريقيا .. وربما أقام عزاءً لإرتفاع نسب الطلاق أوإرتفاع نسب العنوسة ..أو إنخفاض المواليد أو كسوف أو خسوف أو تعثر دآبة تسير في فرنسا أو في الشانزليزيه ..لابد من عزاء ..فهل أنا تافهه ..وهل الحياة الزوجية التي أحلم بها أقل من أن تقارن بشيء من هذا ..أرجوكم دلوني فأنا أفكر في الطلاق !!
صحيح أن زوجك ليس عمر بن الخطاب ولا خليفة المسلمين ليكون مسئولاً عن كل هذا..وصحيح أن هذه مبالغة من زوجك ..وحالة نادرة ولكنها ليست صعبة ومن خلال حوارك تأكدت أنه عند الخطبة كان إنساناً متزناً وفارس أحلامك والواضح أنه كان يزوركم علي عجل الزيارة الشرعية وأن الحوار ربما كان يدور في هذه الأمور لكنك كنت لا تشغلي بالك بها ..فجرس صوته وقوة طرحه وسكرة طلعته أفقدته التفكير في هذا الأمر ..فلا يشغلك إهتماماته أو إهتمامه الوحيد.وربما بررتي لنفسك ذلك بقولك إن الأمر يجب أن يكون هكذا فما هو الحديث في حضور أهلي ..وبعد الزواج بحثتي عن أنوثتك وعن المشاعر الزوجية وهذا حقك وفكرتي في أضواء الشموع والعشاء الخاص وإن كان بسيطاً والنكتة والغمزة واللمزة فهذا ملطف الجو للحياة ..ولكن عليكِ أن تنتبهي إلي أشياء أن الرومانسية أمر مطلوب نعم لكن ليست المطلب الوحيد ..فالرومانسية الحالمة ليست موجودة في واقعنا ربما لم تفهمي قصدى ..الذى أقصده أن الرومانسية تعطي الحياة الزوجية جناحين تطير بهما في متاعب الحياة فتجمل القبيح وتسهل الصعب وتشد علي اليد وتقوى الساعد وتبعث الطمأنينة وتريح الخاطر ..وليست خيالاً يطير بالخاطر إلي فضاء الأحلام فيضيق الإنسان من واقعه ..فيستصغر الكبير ويقلل الكثير وتصعب الحياة وتضعف الهمة وتوقظ القلق وتحتضن الخوف ..وسواء أكنت مبالغة في الوصف أو صادقة ..فإني أقول ..عليك أن ترسلي لزوجك إشارات أن سيد المجاهدين محمداً صلي الله عليه وسلم ..تزوج وله مواقف وهو القدوة فقد ورد أنه نام في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعندها فتاتان تضربان بالدف فلم ينهرهما وإتكأت علي كتفه لتتفرج علي الأحباش وهم يلعبون .وأقام في البيداء يلتمس عقد عائشة الذي إنفرط من رقبتها ..ونام علي فخذها .وجلب لها العقد من جزع أظنار وهوخرز يجلب من اليمن ..وغلب بعطفه عطف أبيها عند الإختلاف ..وقبل وسابق وجامع وأنجب وجمع بين الرسالة والإنسان ..ولكن ترفقي في النصح ...وواضح من حديثك أنك تتحدثي عن موقف واحد وهو الرومانسية وهناك جوانب أخري كثيرة أغفلتيها ..الأول أنه قادر علي كسب الرزق ..الثاني أنه لا يجرح مشاعرك .ربما يتجاهل أو يستغرب أو يستغرق في حالة الحزن ..الثالث أنه يقيم الحياة والعلاقة الزوجبة كاملة ولكنه نسي أن يضع وردة في عروة جاكيت الحياة ..وأنتِ ترين كل هذا ولا تفكري إلا في الوردة التي يجب أن يضعها في عروة جاكيت حياتكم الزوجية وبالتالي تشعري بما لايدع مجالاً للشك أنك غير محبوبة ..وذلك لأنك أردتي أن تقولي أنك غير مسئولة عن مشاعرك السلبية ورغباتك التي يجب أن يلبيها لك ..وواضح أنك لا تريدين تحمل المسئولية ..وداخلك حوار يقول أننا شباب كئيب لا يفهم الحب ..وكيف لايعبر عنه ربما لا يحبني وهنا تأتي فكرة الطلاق فما دمت غير جديرة بحبه ..فعلي طلب الطلاق وهذا لم ينشأ مع أول أو عاشر موقف.. وواضح أنك كتمتي مشاعرك السلبية وإنفصلتي عن مشاعرك الطبيعية التي تبحث عن الحب والبهجة والثقة ..وتخليتي عن الحوار الثنائى وتحدثتي مع نفسك ..ولم تطلبي منه المساعدة عندما شعرتي بالضيق ..ولم تعترفي أمام نفسك بما يفعله من أجلك ..وإهتميتي بأفعاله ولم تهتمي بردود أفعالك ..عليك ببذل المجهود ومعرفة دورك في التغيير وهذا أمر رغم أنه عظيم لكن واضح أنك أعطيتي الأمر أكثر من حجمه .