منتديات متخصص - كل الأقسام

لست خادمة

لست خادمة


وصلتني رسالة تقول أريد دستوراً واضحاً يوضع في أوراق الزوج ويكون له عقوبات تصدر من قاضي أعرف من خلا له دوري في هذا المنزل الذي إنتقلت له..
فأنا متزوجة منذ ثلاثة أعوام وقد رزقني الله بطفلين لا أدري أهم رائعين أم مزعجين ..الحقيقة  أنهم مزعجان فهم سبب الخلاف الدائر بيني وبين زوجي .الذي يطلب مني أن أقوم بكل شيء من أجل أبنائي  أما هو فيأتي متعباً يريد الراحة .. وبعد أسبوع من الزواج إستلمت حقيبة العدة المنزلية من مكنسة ومقشة وأشياء علمت بعضها وجهلت الآخر.. ومنذ اللحظة الأولي في بدء المهام العسكرية شعرت وكأني يجب أن أتخلص من هذا الجيش وأن تكون للحياة الزوجية سوراً أقفز من فوقه والحقيقة كنت أفعل ذلك بشكل قانوني وهو أن أقوم بزيارة أهلي وأمكث هناك أكبر فترة ممكنة وعند العودة كنت أطلب من زوجي خادمة تساعد في رفع الأتربة فيمتثل رغم أنها تؤثر علي ميزانية البيت . 
والحقيقة أن داخلى شعور أتمنى أن يحدد سناً أو مدة فى الحياة الزوجيه بعدها لا تقوم الزوجة بأى مهمه سوى أن تقوم من النوم تهتم بنفسها وتشاهد التلفاز وتزور الأصدقاء والأقارب ويا حبذا تكون لها ميزانيه خاصة فهل فى ذلك ظلم ؟..وماذا أفعل فى أبى الذى قال إن هذا الرجل طيب وسيحافظ عليك ولم أتعود على هذا ..وبيت أبى أكبر وأرحب وبيتى صغير وبسيط.؟.  
إسمحى لى أن أقول أن هذه حالة خاصة والحمد لله أن النساء فطرت على غير ذلك  فالطفلة الصغيره تقلد أمها فى نظافة المنزل وترتيبه , وتأخذ دميتها سواء كانت عروسة أوقالباً من الطين وتلف حوله قطعة قماش وتهتم به.. والأبناء فلذة الأكباد لا مصدر الألم .
أما بيتك البسيط والمتواضع فافتحى له فى قلبك مكاناً وضعيه فى موضعه لتدفأه شمس الحب وينيره ضوء القمر وأبشرى بنسائم الصباح الرقيقه.. فبيتك سكن .. تسكنى فيه بجسدك ويسكن زوجك إلى قلبك وجوارحك فيجد الأمان المريح المبهج فتجنى ثمار المودة والرحمة وارفعى داخلك شعار(بيتى سكنى ) وتوحدى معه ومع مكوناته البسيطة , فهو منكِ وأنتِ منه ..جدرانه تعشقك وأرضه وأثاثه المتواضع يهيمون بك لومددتى إليهم يدك لتزيلى عنهم الأتربه ستشعرى وكأنهم يتيمين لا يأبه بهم أحد فمددتى إليهم يدك, فأضحكتى الألوان وافتخر هذا الأثاث بنفسه , وسوف يتغير هذا الإحساس بالمداومة على ترتيبه وتنظيفه , وإبتعدى بنفسك عن هذه المشاعر , فأنتِ يا صاحبة الثلاث سنوات مازلت تتأتى حروف الزواج الأولى , فتخلى عن الغرور وأقتلى هذه الأنا الكاذبه فأنت لست فوق مستوى الأعمال , فأنت تاج المملكة لا الخادمة , فنظافة بيتك والإهتمام بزوجك وأبنائك مصدر فخر وزهو , ودعيك من هذه الكلمات الجوفاء التى تشعرى بها , فبيتك قيمة مكونة من إهتمامك بدورك.. وثناء من زوجك , وفخر من وبأبنائك , فأنتِ أساس المجتمع وأنتِ لبنة الحياة وأنتِ المدرسة التى ينشأ فيها الأبناء وأنت الجامعة التى تخرج الأجيال وأنت السلام والحماية لأبنائك فبيتك جنتك. واسألى أبناءك كم يحبونك وأنظرى إلى عينيهم لو تعرض أحد لك بسوء ولو بكلمة , سوف تعرفى قيمتهم , أما زوجك فقد وضح جلياً موقفه من كلمة لم تشعرى بها فهو يريحك إذا ما طلبتى الذهاب إلى أهلك ولا يشق عليك إذاطلبتى المكوث فى بيت أبيك ويسرع وهو المجهد مالياً , ويرفع من لياقتة ويشق على نفسه ليوفر لك خادمة تزيل أتربة المنزل .. ولكِ فى بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم )خير مثل وحديث أبى ليلى يقول حدثنا (على رضى الله عنه)أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم )أتت النبى (صلى الله عليه وسلم )تشكو إليه ما تلقى فى يدها من الرحى , وبلغها أنه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لأم المؤمنين عائشة فلما جاء أخبرته ..  
يقول الإمام على..فجاءنا وقد أخذنا مضجعنا فذهبنا نقوم فقال..على مكانكما فجاء فقعد بينى وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطنى
فقال..ألا أدلكما على خير مما سألتما : إذا أخذتما مضجعكما أو أويتما إلى فراشكما ..سبحا ثلاثًاً وثلاثين واحمدا ثلاثًاً وثلاثين وكبرا ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم ..
وهنا فاطمة رضى الله عنها تشتكى من التعب وتأثير الرحى ويدها لا تشتكى من قيامها بأمور بيتها . فيدلها ويدلنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم )أن ذكر الله يعطى قوة أعظم من قوة الخادم وتسهل لها الأمور ..أو أن النبى كما أراد بعض الشراح أن الخادم معين فى الدنيا .. والتسبيح يرفع الدرجات فى الآخرة والآخرة خير وأبقى ..وصنفه بعض الأئمة فى التسبيح عند النوم فأوردهُ فى آداب النوم . وفى سنن أبى داوود يصف الإمام على (رضى الله عنه )عمل فاطمة *رضى الله عنها فى بيتها كانت عندى فجرت الرحى حتى أثرت بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها وأصابها من ذلك الضر...فسمع زوجها بالفئ , وبه رقيق..ولرسول الله*صلىالله عليه وسلم*الخمس.
وفي سنن أبي داوود..أنها أتت منزل أبيها *صلي الله عليه وسلم*فوجدت عنده أحداً  فاستحيت , فرجعت فغدا عليهم رسول الله *صلي الله عليه وسلم*..وسألها عن حاجتها فسكتت مرتين ..وتحدث زوجها رضي الله عنهما ..هذا وهي سيدة نساء العالمين ..وهذه شهادة من رسولنا الكريم فمن أكرم منها ومن أحب إلي أبيه أكثر من حب رسولنا الكريم لإبنته سيدة نساء العالمين والبضعة النبوية .
مهرها درعه الحطيمة كانت لسيدنا علي رضي الله عنه في يوم أحد ..
يقول الإمام على : أنه عندما ذهبت للخطبة جلست إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم
فلما جلس بين يديه أفحم ولم ينطق
فقال صلي الله عليه وسلم : لعلك جئت تخطب فاطمة
قلت : نعم ..قال : وهل عندك شيء تستحلها به
فقلت : لا والله يا رسول الله
فقال : ما فعلت بالدرع الذي ملكتها؟
فقلت : عندى والذي نفسي بيده إنها الحطيمة ثمنها أربعمائة درهم فزوجه وكانت مهر سيدة نساء العالمين ..
أما أثاث بيتها المتواضع الشريف فكان (خميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاءين وجرتين وشيئاً من العطر والطيب ...أما وليدها الحسن عندما ولد لفوه في خرقة صفراء فرميت ولف في خرقة بيضاء
سكت قلمي وهاج قلبي ..فأكملي الحياة بنفس رضية لتحيي حياةً سويةً بإذن الله ..