بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أن زوجى يتقلد منصباً جيداً ودخلاً كبيراً إلا أنه يحب المطبخ .. وعندما أذهب لزيارته فى مكتبه وأراه بمريلة المطبخ أشعر بالضيق والحرج .فهو شخص ناجح ..وطباخ ماهر..وهو أفضل منى فى المطبخ ويصحح أخطائى فى المطبخ بشكل يحرجنى رغم أنه لا يؤذى مشاعرى ومرح أثناء تصحيح الخطأ.. لكن مع الأيام وجدت صورته تهتز ..وأصبح إعتمادى عليه فى المطبخ أكثر..ولم تعد صورة الزوج صاحب الهيبة والمكانة كما هى ..فماذا أفعل ؟
الحقيقه أن السؤال كان غريباً.وقررت طرحه على مجموعة من الرجال لأستطلع وجهة نظرهم ..البعض قال أنا لا أدخل المطبخ بأوامر عليا من أمى ثم من زوجتى ..الثانى قال أنا إذا دخلت المطبخ تحدث أزمة فى المنزل ..الثالث قال إذا طلبت شيئاً وتأخر على أهدد بأن أذهب إلى المطبخ فيعد كل شئ على أفضل وجه حفاظاً على المطبخ .
أما الرابع فقال كان هناك ثلاث نساء ..فرنسيه ..وإنجليزيه.. وعربيه..قررن عدم القيام بشئ ..قالت الفرنسية ..إن زوجها فى اليوم الأول والثانى لم أرَ منه شيئاً..وفى اليوم الثالث بدأ يغسل ويطبخ ثم نظر إلى وقال أنتِ تبذلى مجهوداً كبيراً جداً..أما الإنجليزية فقالت اليوم الأول لم يفعل شيئا ًواليوم الثانى دخل المطبخ واليوم الثالث أخذها للغداء والعشاء خارج المنزل ..أما العربية فقالت اليوم الأول والثانى لم أرَ شيئا ًوشعرت بالألم وفى اليوم الثالث بدأت أرى بعينى الشمال ..
وهناك مثل يقول أقرب طريق لقلب الرجل معدته ..وإن كانت لاتنطبق على جميع الرجال فهو مكان يرى فيه الرجل طفولته وهو يبعثر الأشياء حول أمه ويظهر الجوع ويأكل بشراهه ويحب المداعبه ..فقد ذكرت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسيه فى عيد الأب أن 85%من الآباء الفرنسيين يؤدون الأعمال المنزلية وأن 43% يتفاخرون بمهارتهم فى التنظيف وأن 28% يقومون بتنظيف البيت مرة كل أسبوع وأن 17% يقومون بالأعمال أكثرمن مرة فى الأسبوع ..
وربما آلمك أن زوجك يقوم بأمر يتنافى مع الهيبة كما تربطيها أنت بها ..والحقيقة أن خيراًمنه فعل ما هو أكثر فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يقوم بأمور منزله ووصفته من قامتها أعلى من كل قامات نساء الأرض مجتمعة بأنه كان فى خدمة أهله وكان يغسل ثوبه ويخصف نعله ذكرتها فخراً لاخزياً..وإن كان الأمر يؤلمك فافعلى ما فعلته النساء الثلاث وقولى له لن أدخل المطبخ أسبوعاً عندها سوف تعلمى أنه لا يدخل هواية ولكن يدخله تحبباً إليك وتقرباً منك فأنت ترين أن سلطتك الطبيعية في داخل المنزل فى مطبخك وأنه بذلك يكشف عيوب مملكتك فتضعف سلطتك وهذا ذكاء خفى لاتتحدثى عنه ..فقد قيل فى مثل إنجليزى (قال الدماغ أنا أذكى عضو فى الجسد رد القلب متعجباً ومن أخبرك بذلك ) عليك أن تبحثى عن مشاعرك الحقيقية والتعرف على نقاط ضعفك ..والتعرف على نقاط الضعف يأتى من خلال الجمع بين المشاعر الحقيقية والتفكير الذى يؤدى إلى التوازن المطلوب للحكم على الأشياء ..فإطلاق الخوف تتبعه المشاعر السلبيه وهذا يولد قرارات خاطئه..فاستقبلى زوجك فى مطبخك كما يستقبلك فى مكتبه وإسعدى به وإجعلى الأمر ذكرى جميلة لا تلصص مخابراتى ..وسوف ترين الحياة أجمل ..وبالهنا والشفا